اطلعت قبل فترة على مقالة تتكلم عن الأفخاخ التي تستخدمها مواقع التسوق اللإكترونية لتجعل الناس يشترون منها بشكل كبير. ولأن السوق الإلكتروني في السعودية غير رائج، ارتأيت أن اقتبس بعض هذه الأفخاخ وتطبيقها على تسوقنا العادي لكي نكون "مستهلكين أذكياء".
سيكولوجية التسوق
في واقع الأمر نحن لا نفكر بشكل كامل بشأن تصرفاتنا. نحن نستخدم بإختصار معرفتنا الإدراكية كالمقارنة - التي لا تحتاج إلى تفكير طويل للإستنتاج. و لكن مثل هذه المعرفة من المكن أن تؤدي لقرارات شرائية سيئة.
من الأمثلة على بعض الطرق التي تستغل فيها المحلات "المقارنة" هو ما عملته مؤسسة ويليامز سونوما - وهي مؤسسة متخصصة في بيع أدوات المطبخ - فبعد تقديمهم لصانعة خبز بقيمة 275$، لم تحصل المؤسسة على أرقام البيع التي كانت تأملها! لأن غالبية الزباين مترددين في دفع مثل هذا المبلغ على صانعة خبز.
ماذا عملوا بعدها؟ خفظوا السعر؟ لاااا - بدلاً من ذلك قاموا بتقديم صانعة خبز أخرى بسعر أعلى بكثير ( 400$ ) من سعر المنتج الأول. والآن عندما يقارن المستهلك بين صانعتي خبز واحده بـ 275$ و الأخرى بـ 400$ ماذا سيختار؟ بالطبع سيشتري الأرخص.
و من هنا يجب عليك كـ "مستهلك ذكي" عند رؤيتك لمنتجين من نفس النوع مع اختلاف السعر بينهما يجب أن تفكر مرتين هل يستحق الأرخص أو الأغلى هذا السعر؟ والأهم، هل يستحقان كلاهما أن تشتريهما بهذا الوقت؟
كره الخسارة
أثبتت التجارب مرارا وتكرارا أن الناس ليست على استعداد لخسارة منتج مع قلة فائدته لهم. فالعديد من الشركات بدأت في الاستفادة من هذه الحقيقة.
مثلاً:
شركة اتصالات (X) تقدم لك عرض 100 ساعة اتصال مع 10 غيغا انترنت لمدة شهر مجاناً. وبعد الشهر تفرض عليك رسوم للإستفادة من هذه الخدمة بقيمة معينه فل نفرض 300 ريال. إذا وافقت على هذا العرض فأنت غالباً ستجدد الرسوم، لأن شعورك اثناء الشهر المجاني كان رائع ( بشكل خادع ). و ربما في حقيقة الأمر أنت تستهلك اتصال وانترنت أقل بكثير من المعلن . ولكن لأنك جربته لمدة شهر، فأنت " تكره خسارة" هذه الخدمة التي قد لا تحتاجها بشكل فعلي.
مثال آخر: اشتر ثلاث حبات و الرابعة مجانية. كم مرة شاهدت مثل هذه العبارة؟ عند ذهابك لأي سوبرماركت ستجد العشرات من الممنتجات الملصقه عليها مثل هذه العبارة. الكثير من الناس هنا تشتري هذا المنتج لـ كرههم خسارة مثل هذه الفرصة مع عدم حاجتهم الفعلية للمنتج. فـ "المستهلك الذكي" هو من يقيم حاجته الفعلية للمنتج من عدمه ثم يقرر الشراء أو لا.
المعاملة بالمثل
قرار الشراء غالباً يتم من خلال الأخذ و العطاء. مثلاً دخلت محل عطورات و أعطاك صاح المحل زجاجة صغيره جداً كـ عينة. هنا أنت بشكل غير واعي تحس بأنه يجب عليك أن تعامله بالمثل و أن تشتري منه شيئاً. لكن "المستهلك الذكي" لا يشتريه إلا لحاجته له و بعد أن اثبتت العينة مدى جودته.
التجربة الاجتماعية
نحن بطبعناً مخلوقات اجتماعية. فعندما يخبرك أحد "بشكل ايجابي"عن محل معين أو منتج معين فأنت غالباً ستذهب وتجربه. و العكس صحيح عندما ينصحك أحد بأن محلاً ما أو منتج معين بأنه "سيء" فأنت غالباً لن تذهب وتجرب. هذا الشيء قد يكون مفيد لأصحاب المحلات و المنتجات، ولكن " المستهلك الذكي" هو من يقيم حاجته للمحل أو المنتج قبل الذهاب وتجربته.
ختاماً ... تسوق بذكاء .. وضع نصب عينك قوله تعالى (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق