هناك دعاء مشهورة ومتادولة بين الناس لمن فقد شيئاً وهي (اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه إجمعني بضالتي).
قبل أن اسرد قصتي القصيرة، أود هنا أن أبين مدى صحة هذه الدعاء وهل هو حديث شريف ام قول متواتر فقط..
فقد قال الشوكاني في تفسيره فتح القدير: أخرج ابن النجار في تاريخه في قوله: رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ. عن جعفر بن محمد الخلدي قال: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن من قرأ هذه الآية على شيء ضاع منه رده الله عليه، ويقول بعد قراءتها: يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع بيني وبين مالي إنك على كل شيء قدير. فهو مروي هنا مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم هكذا بصيغة التمريض وهي تستعمل غالباً فيما لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحاديث.
ويذكر كثير من أهل العلم هذا الدعاء منسوباً إلى أحد الصوفية ويدعى المزين الكبير، ففي البداية والنهاية لابن كثير قال: روى الخطيب عن علي بن أبي علي إبراهيم بن محمد الطبري عن جعفر الخلدي قال: ودعت في بعض حجاتي المزين الكبير فقلت له: زودني. فقال لي: إذا فقدت شيئاً فقل: يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد اجمع بيني وبين كذا، فإن الله يجمع بينك وبين ذلك الشيء. انتهى.
قال المناوي في فيض القدير: بعد أن ذكر هذا الأثر: وقال النووي في بستانه: جربته فوجدته نافعاً لوجود الضالة عن قرب، وقد علمنيه شيخنا أبو البقاء. انتهى.
(http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=97077) المصدر
إذن الخلاصة هو ليس بحديث إنما دعاء وُجدَ آثره في كذا موضع ..
ملاحظة:
لست بقاص ولا روائي ..
القصة هي:
في يوم مشمس جميل - في امريكا - قرر عبدالله وعائلته الذهاب لركوب الخيل في الغابات الساحرة الممتدة على طول الولاية.. و كان كعادته - حفظه الله - حاملاً جواله لألتقاط صوراً للذكرى.. فكما قيل "صورة تغني عن ألف كلمة"..
عندما دخل بخيله للغابة أخرج الجوال من جبيبه وبدأ بتصور الطريق الضيق الذي يقطع الأشجار الخضراء متجهاً للمجهول .. وأخذ بالتعبير عن مشاعره وقتها.. و تذكر آحديث النبي صلى الله عليه وسلم (الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ) و حديث ( علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل )..
بعد ما انتهى من التصوير أعاد الجوال مرة أخرى لجيبه.. وبدأ بصعود بعض المرتفعات.. وبعد صعوده عدة مرتفعات تحسس جيبه ولم يجد الجوال!! لا حول ولا قوة إلا بالله..بحث عنه في كل جيوبه ولكن لا فائدة.. تلفت تحت الخيل لعله يجده .. ولكنه لم يلمح شيئاً.. حاول العودة مع الطرق التي كان قد سلكها بالخيل لأيتحسسه عله أن يجده.. ولكن لا جدى!
فكر لبرهه .. قائلاً أن الجوال حالياً ليس كالسابق .. فالجوال حالياً عبارة عن غرفة متنقله.. ففيه بيانات، صور، أرقام، تطبيقات مهمة، كتب سمعية، كتب إلكترونية و الكثير الكثير من الأشياء المهمة.. الجوال أصبح ضرورة وليس كمالية عند كثير من الناس ..
المهم.. بعد أن احس باليأس قليلاً.. توجه عائداً لإسطبل الخيول لإعادة الخيل لأصحابه و العودة على قدميه للبحث عنه .. و بعد أن أعاد الخيل قفل عائداً للغابة وكله أمل ودعاء أن يجده الجوال..
عند توجهه للغابة - على قدميه - لم ينفكَ من الدعاء بـ ( اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه إجمعني بضالتي ).. وبعد بحث وتقصي مضني لم يجده .. يا للخيبة!
ولكن دعاء الله و التوكل عليه بصدق نية لابد له من ثمرة ..!
وبعد أن أنهكه البحث.. مر به ثلاثة أشخاص - رجلان وامرأة - يمتطون خيولهم وهم من العاملين بالاسبطل.. تحدثوا معه "هل حالفك الحظ بإيجاد جوالك؟!" قال لهم لا للأسف.. وسأله هل معك جوال؟.. رد عليه بــ"نعم" قال له هلاْ اتصلت بجوالي لأتسمّع لرنينه علي أسمعُهُ"..
اخرج جواله و اعطاه رقمه واتصل بجواله.. ويا للمفاجئه!! لقد رن الجوال .. ولكن المفاجئه ليست برنينه.. بل المفاجئه أن الجوال كان - حرفياً- بجانب عبدالله حيث انه كان بين الزرع وتصعب رؤيته حتى لو مررت من جانبه ألف مرة!!
فمع أنه توجد عشرات الطرق المختلفة للعودة من الغابة للإسطبل ولكن الله - جل وعلا -قاده وقادهم لنلتقي حيثُ يوجد الجوال.. فالله الحمد أولاً و أخيراً..
قالن له المرأة أنت محضوضٌ جدا.. قال لها لا!! " لقد كنت آدعو ربي أن أجده" .. قالت لي " دعاءك نفع".. نعم و الله لقد نفع..
وهنا لا انسَ أن أذكر بعض الأدعية و الأوراد التي وجدت أثرها في كثير من الأحداث منها على سبيل المثال لا الحصر :-
١- قراءت أذكار الصباح والمساء..
٢- قراءة دعاء الخروج من المنزل ..
عَنْ أُمِّ المُؤمِنِينَ أُمِّ سلَمَةَ رضي اللَّهُ عنها أن النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كانَ إذَا خَرجَ مِنْ بيْتِهِ قالَ : « بسم اللَّهِ، توكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ أنْ أَضِلَّ أو أُضَلَّ ، أَوْ أَزِلَّ أوْ أُزلَّ ، أوْ أظلِمَ أوْ أُظلَم ، أوْ أَجْهَلَ أو يُجهَلَ عَلَيَّ » رواه أبو داود والتِّرمذيُّ.
وعنْ أنسٍ رضيَ اللَّهُ عنه قال : قال : رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « مَنْ قَالَ يعنِي إذا خَرَج مِنْ بيْتِهِ : بِسْم اللَّهِ توكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ، ولا حوْلَ ولا قُوةَ إلاَّ بِاللَّهِ ، يقالُ لهُ هُديتَ وَكُفِيت ووُقِيتَ ، وتنحَّى عنه الشَّيْطَانُ » رواه أبو داودَ والترمذيُّ ، والنِّسائِيُّ وغيرُهمِ
وزاد أبو داود : « فيقول : يعْنِي الشَّيْطَانَ لِشَيْطانٍ آخر : كيْفَ لك بِرجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفي وَوُقِى»؟ .
http://www.islamguiden.com/do3a/indexa41f.html?d3a=24
٣- عند شرائك لشيءٌ ما أن تقول (اللهم إني أسألك خيره وخير ماصنع له .. وأعوذ بك من شره ومن شر ماصنع له) و تقول ( اللهم إني استودعتك اياه فأحفظه لي )..
٤- قل بسم الله قبل أي عمل تعمله ( مثلاً بعد ركوبك السيارة )
وغيرها الكثير الكثير من الأحاديث والأدعية التي تقي الانسان مصارف السوء ..
هذا و الله أجل واكرم .. و صلى الله وسلم على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين ..
حلو ديما اكرار هذا الدعاء
ردحذف