الأحد، 26 أكتوبر 2014

آلة سفري عبر الزمن ( 2 )

الحلقة ( 2 )
عنوان هذه الذاكرة هو  ()   شعبٌ مُبتسم !  ()

أُحب أن أبدء حلقاتي بذكر أجمل ما قيل حول موضوعها .. 

فـ موضوع هذه الحلقة كما هو موضحٌ أعلاه هي الإبتسامة ..

فـ الإبتسامة هي لغةٌ لا تحتاج إلى ترجمة !, بل إن الإبتسامة عبارةٌ عن مدرسة تخرج أجيالاً من المتفائلين .. وكما قال تشارلز غوردي : " الابتسامة هي أرخص طريقة لتغيير مظهرك"...

ومن الحديث ما رواه الترمذي عن أبي ذرٍّ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله: ((تبسُّمك في وجْه أخيك صدَقة )) .. و أيصا ما رواه البخاري عن  جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : ((ما حجبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ أسلمتُ، ولا رآني، إلا تبسَّم في وجهي))..

فـ في العاشر من فبراير لعام 2013 , كانت رحلتي للولايات المتحدة الأمريكية للدراسة .. في الحقيقة كنتُ  في البداية متخوفاً من هذه التجربة .. فأنت تغادر وطنك , لبلد معرفتك به لا تتعدى حدود ما أنتجته هوليود و الإعلام الغربي لنا  - وهو موضوع حلقتي الثالثة بمشيئة الله - .. فلا غرابة أن تكون التجربة مخيفة , لـكـن ما كسر الحاجز و الخوف من هذه التجربة هو تعامل الناس معي وبشكل محدد ( الإبتسامة ) التي لا تفارق محياهم ..

فـ بعد وصولي للمطار .. استقبلني الأمن بإبتسامة و ترحيب .. أنهيت اجراءت الدخول بسلاسة - مرهقه - وبعدها توجهت لإستلام عفشي للذهاب لبوبة آخرى استعداداً للطيران في رحلات داخلية آخرى .. وبعد رحلتين داخليتين مرهقتين وصلت - بحمد الله - لمدينتي .. بعدها توجهت للفندق مباشرة .. فقد كنت منهكاً متعباً .. عند وصولي للفندق استقبلني موظف الفندق بإبتسامة - غير مستغربة حتى هذه اللحظة -.. فقد كنت أعتقد أن الابتسامات السابقة طبيعية بحكم أماكن عمل أصحابها .. 

و في الصباح الباكر نزلت للإفطار في بهو الفندق .. كانت الصالة مكتظةً بالنزلاء .. وللوهلة الأولى عند دخولي لصالة الإفطار إعتقدت أنها صالة اجتماعات .. فالجميع تقريباً منخرط في أحاديث ودية باسمة .. تجاهلت اعتقاداتي وذهبت لطاولة كانت أطباق الإفطار فوقها .. منذو اللحظة التي خرجت فيها من غرفتي وحتى عودتي لها  لم أقابل أحداً إلا ابستم لي و حياني بـ صباح الخير !!.. هـنـا  بدأتُ في الإستغراب !! فهؤلاء مجرد نزلاء ليس بيننا أي معرفة سابقة .. ومع ذلك وجوههم بشوشة .. مريحة .. تشعرك بالأمان .. فحقاً  أفضل لغة يتداولها البشر فيما بينهم هي لغة الإبتسامة ..  فهي اللغة التي يفهمها جميع البشر بمختلف الطبقات ..

قـ عند ذهابك لمحلات تجارية , مطاعم أو مكاتب الخدمات العامة فالجميع يستقبلك بإبتسامة .. يسألك عن حاجتك بإبتسامة .. ويودعكم بإبتسامة ..

 حتى في الطريق والأماكن العامة الجميع يبتسم في وجهك .. يحييك .. يرحب بك .. يتمنى لك يوماً سعيداً ..فـ الإبتسامة لا تكلفهم شيء .. ولكن أثرها يجلب لك الكثير و الكثير من الإجابية .. 

و بعد قرابة العامين في الولايات المتحدة .. سألت أمريكي ( ما سر ابتسامتك؟ وهل هي بسبب موقعك في العمل؟ ) .. قال لي ليس هناك أي سر .. هذا أنا وهذه شخصيتي فقط .. قلت له ( حسناً , ما سر ابتسامة الشعب كله ؟) قال لي الشعب هنا شعب لطيف واجتماعي .. و قال لي أيضاً كلاماً جميلاً جداً (( الإبتسامة معدية !!)) ..  ..فعلاً الإبتسامة عدوى ولكنها عدوى إيجابيه .. فإذا ابتسم الأول سيبتسم الثاني لإبتسامة الأول وهكذا دواليك إلى أن ينشء مُجتمعٌ باسم.. 

في الحقيقة .. ثقافة الإبتسامة من المفترض أن تكون ثقافة عربية و إسلامية بشكل خاص .. فالرسول عليه الصلاة و السلام وصى بها .. بل هي أمرٌ تؤجر عليه - الله اكبر ما أعظم هذا الدين - و لكن بعضنا مقصرٌ في تطبيقه للأسف ..

قيل إن الذي لا يحسن الإبتسام لا ينبغي له أن يفتح متجرا ً .. فـ بعض المتجهمين يرى أن الإبتسامة غير مهمة أو أنها مجرد ترف زائد عن الحد .. فـ هم لا يعرفون أنهم بتجهمهم هذا يتسببون بطريقة غير مباشرة في إذاء مشاعر من حولهم .. فـ ترى القريبين ينفرون و يتجنبون التعامل أو الجلوس معهم ..


الابتسامة الصادقة لها وقعٌ جميل على نفوس البشر .. فمن منا لا يحب الإنسان المبتسم ؟!

فـ الإبتسامة عبارة عن طريق سالك لقلوب الآخرين ..  فهي تُدخل السعادة والتفاؤل في قلوب الآخرين .. بل وتجذبهم إليك ..

 فـ إبتسامتك لمن تعرف ومن لا تعرف دليلٌ على شخصيتك الجميلة .. وروحك المرحة و البشوشة .. و دليلٌ عميق على صفاء نيتك .. وخلو قلبك من الأحقاد و الشوائب .. 

أخيراً ,  حياتك أيام فعشها مبتسماً .. ابتسم  يا صديقي فأشعة الشمس قد تفيد أسنانك! .. ابتسم 





ختاماً:
تكرماً .. لا تنسَ أن تضع " بصمتك " بنصيحة , اقتراح , رأي .. إلخ .. فأنت عيني الآخرى !


و إلى اللقاء في الحلقة القادمة ====> () الصورة النمطية ( )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق