الاثنين، 28 ديسمبر 2015

( صيد الفوائد 47 ).. السم الأبيض



    قبل أيام كنت في دعوة على العشاء حين دار الحديث (بين الشيبان) عن القهوة وكمية الهيل و"حمسة البن" فيها. ويبدو أن المضيف لاحظ عدم اشتراكي في الحديث فتوجه إليّ قائلا: لم نسمع رأيك يافهد؟ فقلت مازحاً: أعتقد شخصيا أن قهوتنا العربية تحتاج إلى إضافة السكر (فهي بصراحة شديدة المرارة وما لها طعم).. وعلى الفور أدركت - من تعابير الوجوه - أن تعليقي لم يكن في محله ولم يجد قبولا من كبار السن... وبعد لحظات من الصمت انبرى لي أحد الشيبان بقوله: "ياوليدي" السكر أيام زمان كان من ندرته يستعمل كدواء، حينها حاولت استدراك ما فات فقلت: صحيح ياعم وأنا أعتقد أن تفردنا بشرب القهوة (بدون سكر) يعود إلى أن السكر لم يكن متوفرا ولا يمكن زراعته في الجزيرة العربية (!!) وحتى على نطاق العالم لم يكن استهلاك السكر بالإفراط الذي نراه اليوم ولم يستعمل في الصناعات الغذائية إلا منذ مائة عام فقط.
.. على أي حال أنا أول من يعترف بالمضار الكثيرة للسكر الأبيض، فالسكر المستعمل اليوم منتج كيميائي مكرر لا يحظى بسمعة طيبة لدى خبراء التغذية، فهو مادة صناعية (ميتة) وخالية من الفيتامينات والأملاح - ناهيك عن تدميرها لفيتامينات B في الجسم.
وحين نتحدث عن السكر تبرز مفارقة غذائية فريدة، فهو من جهة يهضم بنسبة 100% ويمتصه الجسم بسرعة ويضم سعرات حرارية كثيرة، ولكن هذه المزايا - التي لا تخدم سوى مدافع سيواجه منتخب البرازيل بعد ساعتين - لها نتائج صحية خطيرة على المدى الطويل.. فالسكر مثلا هو السبب الأول للبدانة وتراكم الشحوم، فرغم انه يضم سعرات حرارية أقل من الدهون (بنسبة 4إلى 9في كل جرام) إلا أنه يؤدي للبدانة لسببين رئيسيين:
الأول: أن الفائض منه يتحول بسهولة إلى دهون يخزنها الجسم.
والثاني: إن امتصاصه السريع في الأمعاء لا يترك فرصة لحرق الأطعمة الدهنية (التي نأكلها في نفس الوقت) فلا تجد بدورها غير التراكم في الجسم!
.. والسكر - بالإضافة إلى أنه لا يضم عناصر غذائية مفيدة - مسؤول بنسبة كبيرة عن الإصابة بالسكري، كما أن تناوله - حتى بكميات معتدلة - يهدد بتسوس الأسنان واختلالات الكبد والاصابة بالسل والروماتيزم والاكزيما والوهن الدائم.. بل إن مجرد تناول كمية صغيرة من السكر يدخل المرء في دائرة غذائية خطيرة، حين يتناول أحدنا شيئاً من "الحلى" ترتفع لديه نسبة الانسولين بالدم (للإسراع في عملية التمثيل الغذائي) ولكن كمية الانسولين التي تتبقى بعد الهضم تجعلنا نشعر مجددا برغبة في تناول الحلويات.. وهذه الأخيرة تستدعي كميات اضافية من الانسولين.. وبالتالي رغبة جديدة لتناول الحلويات (وهكذا ندخل في دائرة لا تنتهي)!
.. والمشكلة أننا - أبناء هذا الجيل - نشأنا على استهلاك السكر ولا يخطر ببالنا وجود بدائل غيره، فهناك مثلا العسل الذي يعتبر منجما للفيتامينات والعناصر الشافية ويمكن استعماله في صنع الحلويات والمشروبات وأنواع الكعك، كما ان محليات كثيرة كالاسبرتام المالتودكسترين تفوق السكر في حلاوتها ومع ذلك لا تسبب البدانة ولا تضر المصابين بالسكري (وفي أسوأ الأحوال يمكن اللجوء للسكر البني الأقل ضررا) أما ميلنا لتناول الحلويات فيمكن القضاء عليه بالإكثار من تناول الفواكه اللذيذة بدون مخاطر تذكر، فتناول كمية كبيرة من العنب (حتى 2كيلو) لا يسبب ارتفاعا في سكر البول كما تفعل 150غراما (فقط) من السكر الأبيض!
.. وبناء عليه.. من قال إن القهوة تحتاج لسكر؟!

السبت، 26 ديسمبر 2015

( صيد الفوائد 46 ) .. مليونير عصامي درس حياة 1200 شخصًا ثريًا صنعوا ثروتهم فوجد أن هناك عادة واحدة فقط تجمع بينهم، ما هى؟!

ستيف سيبولد عندما كان طالبًا جامعيًا كان مفلسًا، صنع نجاحه بنفسه، وتمكن من محاورة 1200 شخص ثري وإجراء لقاءات معهم وهذا ما توصل له. 




كلهم يتعلمون ذاتيًا عن طريق القراءة 

في البداية يصف ستيف منازل الأثرياء الذين صنعوا أنفسهم بأنفسهم التي دخلها، بأنها دائمًا تحتوي مكتبة ضخمة وغنية بالكتب. فهم يتعلمون دائمًا كيف يطورون من أنفسهم ذاتيًا. 


خذ الثري العصامي وارن بافت كمثال، فهو يقضي 80% من يومه العملي في القراءة (مصدر). بينما يخبرنا توماس كورلي في كتابه عادات الأثرياء أن 76% من الأثرياء يشاهدون التلفاز أقل من ساعة واحدة فقط يوميًا، بينما 23% فقط من الفقراء هم من يشاهدون التلفاز أقل من ساعة واحدة فقط يوميًا. (مصدر)

يقول لنا ستيف أنه ليس كل الأثرياء العصاميين حصلوا على تعليم كامل أو جامعي، الكثير من الناجحين لم يكملوا تعليمهم الرسمي، لكن يخبرنا أن كل العصاميين علموا أنفسهم بأنفسهم عن طريق القراءة المستمرة. القراءة المستمرة هى الوسيلة الوحيدة لتطوير الذات ومواكبة العالم، فالدراسة النظامية تنتهي عند عمر محدد ولا يجب أن تكون للمعرفة وتطوير الذات حدود. 


في النهاية يقول ستيف، أن الأغلبية يعتقدون أن طريق الثراء هو الحصول على الماجستير والدكتوراة لأنهم يفكرون بطريقة متسلسلة بعض الشئ، لكن الأثرياء لا يفكرون بهذه الطريقة، هم لا يهمهم الطريق لكن يفكرون دائمًا في النهاية والنتائج. 


( صيد الفوائد 46 ) .. 13 خطأ يرتكبها أشخاص في العشرينيات من عمرهم

نشرت صحيفة "التايم" تقريراً عن أخطاء يرتكبها أغلب الأشخاص في العشرينيات من عمرهم، وهو السن الذي يحاول فيه الجميع اكتشاف حياتهم وهم بالغين سواء من ناحية الدراسة أو العمل أو الأمور الشخصية. 
    
  
    
13 خطاً يرتكبها أشخاص في العشرينيات من عمرهم
الترتيب
الخطأ
التوضيح
01
الاعتقاد بأن الموهبة والتعليم كافيان للنجاح
من الجيد تميز الشخص بموهبة فطرية وذكاء فائق ودرجات جامعية، ولكنها ليست جميعاً كافية لضمان النجاح أو الحصول على وظيفة رائعة، فإن سلوكيات العمل مع الآخرين وبناء الحياة المهنية يمكن أن يعني الكثير أيضاً.
02
عدم ادخار أموال
ربما يعتقد من هم في العشرينيات من عمرهم أنهم لا زالوا بعيدين عن سن التقاعد، ولكن من الضروري إدراك أهمية ادخار الأموال قدر الإمكان، وعدم الحاجة لاستثمار الكثير.
03
ربط السعادة بالمال
يسعى الكثيرون لجني الأموال، ويربط البعض منهم الحصول عليها بالسعادة، حتى إن البعض يضيع الوقت في الندم لعدم كسبها دون الالتفات إلى أشياء وأنشطة أخرى تجلب السعادة.
04
إهمال الصحة
مع التقدم في العمر، يعي الكثير من الناس بعض السلوكيات التي ارتكبوها في العشرينيات وأثرت سلبياً على صحتهم، كما أن هناك أناسا لا يأبهون لصحتهم الذهنية.
05
الاستسلام عند تفاقم الأزمات
عند فشل العلاقات الشخصية أو فقدان وظيفة أو التعرض لحادث ما، يشعر من هم في العشرينيات أن الدنيا انتهت وأن حياتهم تحطمت ويتركون أنفسهم لشبح الاستسلام والأفكار السيئة، وبدلاً من ذلك، يمكن وضع أهداف بسيطة يسهل بلوغها والبحث عن فرص أخرى للنجاح وتعلم وتطوير الذات.
06
تأجيل المهام
الكثير من الناس لا يشعرون بالوقت يمر من بين أيديهم ويؤجلون المهام لأوقات لاحقة أو الانتقال من وظيفة لأخرى أفضل بهدف الاستقرار، حتى يفاجئون بأن الوقت قد تأخر لتغيير حياتهم المهنية أو بدء حياة خاصة.
07
محاولة إرضاء الجميع
عند بدء وظيفة ما، من الطبيعي أن يحاول الشخص التودد للجميع – من بينهم رئيس العمل – والزملاء، وإذا فشل في ذلك، يشعر بالحزن الشديد لعدم قبولهم إياه، وهذا من الخطأ، فلن يستطيع أي شخص جذب مودة وحب الجميع.
08
الاعتقاد بأن جميع الصداقات تدوم
أغلب الناس لديهم أصدقاء من سنوات الدراسة أو الطفولة، ولكن الكثيرين تأخذهم حياتهم وشؤونهم الخاصة، وتتغير الظروف، وسوف يدرك الشخص أي الأصدقاء أقرب إليه عند انتقاله لبلدة أخرى أو عمل آخر ومن منهم يستحق الحفاظ على العلاقة به.
09
البحث عن الشريك الآخر
يستغرق بعض الأشخاص فترة العشرينيات من أعمارهم بحثاً عن الشخص المناسب للزواج ويعيش الكثيرون في تخيلات بحياة سعيدة مع الشريك الآخر، ولكن في الواقع، فإن العلاقات الأكثر وضوحاً تتطلب العمل والتفاني.
10
الاعتقاد بأن الانتقال إلى مكان جديد سوف يحل المشاكل
ربما يكون السفر والعيش في مكان جديد جيد من حيث إثراء الحياة الثقافية وصقل الخبرات الحياتية، وتعد فترة العشرينيات هي التوقيت المناسب لذلك، ولكن لا يعني الانتقال والسفر إلى دول وأماكن أخرى حل المشكلات.
11
رؤية الأشياء بشقيها الجيد والسيئ فقط
يقول الكاتب والمستثمر "جيمس ألتشر" إن عديدا من الناس في العشرينيات من عمرهم يقعون في فخ تقسيم الأشياء بلونين فقط (الأبيض والأسود)، على سبيل المثال، يعتقد البعض أن عليهم الاختيار بين مسار مهني يستفيدون منه أو آخر يفيد الآخرين دون إدراك أن المنفعة الذاتية لا تعني عدم تقديم الجيد للعالم.
12
محاولة التخطيط للسنوات المقبلة مقدماً
من الصعب التكهن بما سيحدث في الفترة المقبلة، وبالتالي يُنصح بتجنب وضع خطط للخمس سنوات المقبلة وضرورة التركيز على الأهداف الحالية.
13
اعتقاد الشخص بأنه الوحيد الذي يعاني ويواجه صعوبات في حياته
مع تلمس الشخص طريقه في الحياة ومحاولة تحديد الذات وبناء الحياة المهنية، ربما يواجه تحديات وصعوبات ويقارن نفسه بأصدقاء أو زملاء ناجحين، ويعتقد بأنه الوحيد الذي يعاني، ولكن يجب معرفة أن غالبية الأشخاص مروا بنفس الظروف.
 

( صيد الفوائد 45 ).. هل تفكر مرتين قبل شراء أي سلعه؟


اطلعت قبل فترة على مقالة تتكلم عن الأفخاخ التي تستخدمها مواقع التسوق اللإكترونية لتجعل الناس يشترون منها بشكل كبير. ولأن السوق الإلكتروني في السعودية غير رائج، ارتأيت أن اقتبس بعض هذه الأفخاخ وتطبيقها على تسوقنا العادي لكي نكون "مستهلكين أذكياء".

سيكولوجية التسوق

في واقع الأمر نحن لا نفكر بشكل كامل بشأن تصرفاتنا. نحن نستخدم بإختصار معرفتنا الإدراكية كالمقارنة - التي لا تحتاج إلى تفكير طويل للإستنتاج. و لكن مثل هذه المعرفة من المكن أن تؤدي لقرارات شرائية سيئة.

من الأمثلة على بعض الطرق التي تستغل فيها المحلات "المقارنة" هو ما عملته مؤسسة ويليامز سونوما - وهي مؤسسة متخصصة في بيع أدوات المطبخ - فبعد تقديمهم لصانعة خبز بقيمة 275$، لم تحصل المؤسسة على أرقام البيع التي كانت تأملها! لأن غالبية الزباين مترددين في دفع مثل هذا المبلغ على صانعة خبز. 
ماذا عملوا بعدها؟ خفظوا السعر؟ لاااا - بدلاً من ذلك قاموا بتقديم صانعة خبز أخرى بسعر أعلى بكثير ( 400$ ) من سعر المنتج الأول. والآن عندما يقارن المستهلك بين صانعتي خبز واحده بـ 275$ و الأخرى بـ 400$ ماذا سيختار؟ بالطبع سيشتري الأرخص.

و من هنا يجب عليك كـ "مستهلك ذكي" عند رؤيتك لمنتجين من نفس النوع مع اختلاف السعر بينهما يجب أن تفكر مرتين هل يستحق الأرخص أو الأغلى هذا السعر؟ والأهم، هل يستحقان كلاهما أن تشتريهما بهذا الوقت؟ 



كره الخسارة

أثبتت التجارب مرارا وتكرارا أن الناس ليست على استعداد لخسارة منتج مع قلة فائدته لهم. فالعديد من الشركات بدأت في الاستفادة من هذه الحقيقة.

مثلاً:
شركة اتصالات (X) تقدم لك عرض 100 ساعة اتصال  مع 10 غيغا انترنت لمدة شهر مجاناً. وبعد الشهر تفرض عليك رسوم للإستفادة من هذه الخدمة بقيمة معينه فل نفرض 300 ريال. إذا وافقت على هذا العرض فأنت غالباً ستجدد الرسوم، لأن شعورك اثناء الشهر المجاني كان رائع ( بشكل خادع ). و ربما في حقيقة الأمر أنت تستهلك اتصال وانترنت أقل بكثير من المعلن . ولكن لأنك جربته لمدة شهر، فأنت " تكره خسارة" هذه الخدمة التي قد لا تحتاجها بشكل فعلي.

مثال آخر: اشتر ثلاث حبات و الرابعة مجانية. كم مرة شاهدت مثل هذه العبارة؟ عند ذهابك لأي سوبرماركت ستجد العشرات من الممنتجات الملصقه عليها مثل هذه العبارة. الكثير من الناس هنا تشتري هذا المنتج لـ كرههم خسارة مثل هذه الفرصة مع عدم حاجتهم الفعلية للمنتج. فـ "المستهلك الذكي" هو من يقيم حاجته الفعلية للمنتج من عدمه ثم يقرر الشراء أو لا.


المعاملة بالمثل

قرار الشراء غالباً يتم من خلال الأخذ و العطاء. مثلاً دخلت محل عطورات و أعطاك صاح المحل زجاجة صغيره جداً كـ عينة. هنا أنت بشكل غير واعي تحس بأنه يجب عليك أن تعامله بالمثل و أن تشتري منه شيئاً. لكن "المستهلك الذكي" لا يشتريه إلا لحاجته له و بعد أن اثبتت العينة مدى جودته.



التجربة الاجتماعية

نحن بطبعناً مخلوقات اجتماعية. فعندما يخبرك أحد "بشكل ايجابي"عن محل معين أو منتج معين فأنت غالباً ستذهب وتجربه. و العكس صحيح عندما ينصحك أحد بأن محلاً ما أو منتج معين بأنه "سيء" فأنت غالباً لن تذهب وتجرب. هذا الشيء قد يكون مفيد لأصحاب المحلات و المنتجات، ولكن " المستهلك الذكي" هو من يقيم حاجته للمحل أو المنتج قبل الذهاب وتجربته.






ختاماً ... تسوق بذكاء .. وضع نصب عينك قوله تعالى (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)...




( صيد الفوائد 44 ).. خطة ماكينزي 246

شكرًا ماكينزي لتأييد كلامنا بأن اقتصادنا يعاني في تركيبته الأساسية، شكرًا ماكينزي لتأييد كلامنا بأن الاعتماد على النفط لم يعد آمنا ولا مستداما؛ شكرًا ماكينزي لتخطئة كل من كان يمتدح عيوب الاقتصاد، ومن كان يصّور لنا اليابس أخضرا، شكرًا ماكينزي للجرأة على استنتاج "حُر" وإن كان عكس التصريحات والتقارير الصحافية والإعلامية والمقالات الملونة.. وأخيرا شكرًا ماكينزي لتأييد مقالي قبل أسابيع "10 ملايين سيدخلون سوق العمل خلال 25 سنة" في استنتاجكم لاستحداث 6 ملايين وظيفة خلال 15 عاما، في كلا الحالتين المعدل 400 شهريا "بالملي".
وزارة التخطيط والاقتصاد أوكلت مهمة إعداد خطة "المملكة العربية السعودية ما بعد النفط:
التحول للاستثمار والإنتاجية" إلى شركة ماكينزي الاستشارية التي اعتمدت خطة 2/4/6 وهي ترمز إلى 2 أي مضاعفة حجم اقتصاد المملكة في 15 عاما ليصل إلى 6 تريليونات ريال، وترمز الـ4 إلى أن القطاع الخاص سيستثمر 4 تريليونات دولار أي 15 تريليون ريال خلال الـ15 سنة القادمة ليوّلد 6 ملايين وظيفة للسعوديين، وهي الرمز الأخير 6.
لم تعلم ماكينزي أن هذا الرقم 15 تريليون ريال يفوق الخيال، ولم تعلم أن السيولة والموجودات للقطاع الخاص في الداخل والخارج لا تصل إلى 3 تريليونات ريال، واحتياطات الدولة النقدية لا تصل إلى 2.6 تريليون ريال، ولم تعلم ماكينزي أن المملكة لم تستطع جذب 1 % من هذا الرقم من الاستثمار الأجنبي، ولم تعلم أن إيرادات المملكة من الصادرات النفطية منذ اكتشاف النفط طوال الـ82 عاما لم تصل إلى 15 تريليون ريال، فكيف تعشمنا بأن القطاع الخاص الذي يعيش على الدعم الحكومي سيستثمر أكثر مما يملك بعشرات المرات ليحل مشاكل الحكومة التي عجزت الوزارات عن حلها؟
رسمت الخطة رسومات جميلة ذكرت بها أن دخل المملكة سيعتمد على النفط بنسبة 30 % فقط بعد 15 عاما، بعد أن كنّا (اليوم) نعتمد عليه بنسبة 90 %، وذكرت أيضا أن مشاركة القطاع الخاص في حجم الاقتصاد سترتفع من 38 % إلى 84 % بعد 15 عاما؛ وذكرت الخطة أن عدد الموظفين السعوديين الذكور سيرتفع من 4 ملايين إلى 7.3 ملايين، والإناث من 730 ألفا إلى 3.5 ملايين، أما عدد غير السعوديين سينخفض من 6 ملايين إلى 3.8 ملايين، وهذا يوضح أنه حتى عملية "إحلال العمالة الوافدة" أصبحت تسمى "توليد وظائف"، هذا رسم ليس من الخيال بل من خيال الروايات الأسطورية.
لم تكن تعلم ماكينزي أن تقرير وزارة العمل يوضح أن لدينا 8.2 ملايين عامل غير سعودي وليس 6 ملايين كما تذكر مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات، والفرق كبير جدا ولا يمكن أن يكون هامشيا؛ ولم تكن تعلم أن نصف الـ1.7 مليون موظف سعودي والذين تم توظيفهم خلال 10 سنوات هي وظائف وهمية وتصرف الحكومة نصف رواتبهم وتدعم بقاءهم في العمل، وتدعم الحكومة أيضا الشركات التي تحافظ على بقائهم في وظائفهم، وأننا نتوقع تسريحهم في أي لحظة، ولذلك أوجدنا نظام "ساند" الذي يستقطع من رواتب الذين يعملون ليسعف به من يتم تسريحهم حتى يجدوا وظائف أخرى.
لم تذكر ماكينزي "حافز" المليونين ولا الضمان الاجتماعي ذي الثلاثة ملايين فرد، لعله سقط سهوا.
أيضا، تحول البلد من مستهلك إلى منتج دون استثمارات عالية في البحوث والتطوير، والدراسات بالتأكيد سقط سهوا.
أويعقل أن تتوقع ماكينزي أن القطاع الخاص سيستثمر سنويا أكثر من ميزانية الحكومة السعودية في أفضل سنواتها؟ وأن يتكرر هذا لمدة 15 سنة؟ يا ماكينزي، كيف بالقطاع الخاص الذي يعيش على الدعم الحكومي أن يتحول إلى داعم للحكومة بأكثر مما يملك بعشرات المرات وهو بالأساس لا يستثمر حتى 5 %، وكيف افترضتم أن تكون أهداف القطاع الخاص توليد الوظائف وخفض الواردات وتنويع مصادر الدخل، وليس "الربحية القصوى"، وكيف افترضتم استثمارهم في أعمال عالية المخاطر؟
هناك المزيد للتحدث عنه، ولا أعتقد أنه يستدعي ذلك، ولكن سنكتفي ونختم بأن ماكينزي استدلت بأن حجم اقتصاد المملكة الحالي أكثر من مثيليه في سويسرا والسويد، ومعدل دخل الفرد أقل قليلا من مثيله الكوري وأكثر من مثيله البرتغالي، واستدلت ماكينزي أيضا بتفاؤل تطوير التصنيع في المملكة وضربت مثالا بمصنع سيارات إيسوزو بالدمام، ولم تكن تعلم أن المصنع ينتج فقط 49 سيارة يوميا ويواجه صعوبة في منافسة المستورد وصعوبة في تسويقها، ولم تقارنه بتايلند التي تنتج 7400 سيارة يوميا، ولم تقارن صادرات تايلند غير النفطية التي تفوق صادرات المملكة النفطية بـ50 %. 
شكرًا ماكينزي على الأقل لتأييدنا بأن الموقف أصعب من أن يوصف، وشكرا لتأييدنا بأنه لا يمكن العلاج بوجود أشخاص وآليات صنعت المشكلة.

نقلا عن الوطن

أثر التلفاز على طفلك!

يبدأ معظم الأطفال بالدخول في عالم التلفزيون في مراحل مبكرة من حياتهم. وفقاً لمؤسسة عائلة قيصر:
# ثلثي الأطفال الذين أعمارهم أقل من سنة يشاهدون التلفاز بمعدل ساعتين يومياً.
# الأطفال تحت عمر ٦ سنوات يشاهدون وسائل الإعلام بمعدل ساعتين يومياً، بشكل خاص التلفزيون والفديو أو دي في دي. 
# الأطفال و المراهقين بين 8 - 18 سنة يقضون 4 ساعات تقريباً أمام التلفاز يومياً، و ساعتين اضافيتتين امام الكمبيوتر (خارج نطاق الدراسة) و ألعاب الفديو. 
الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال تنصح بأن الأطفال أقل من سنتين يجب أن لا يشاهدوا التلفاز نهائياً، أما الأطفال أكبر من سنتين يجب أن لا تزيد معدل مشاهدتهم لبرامج ذات نوعية جيدة عن ساعتين فقط يومياً. 
في واقع الأمر، تعتبر السنتين الأوليتين من عمر الطفل هي أهم مرحلة لنمو العقل. فالتلفاز و الأجهزة اللإلكترونية الأخرى يمكنها أن تمنع أو تحد الطفل من الإستكشاف، اللعب، و التفاعل مع الوالدين والأخرين، الذي يشجع على التعلم والنمو البدني والإجتماعية السليمة.
الإفراط بمشاهدة التلفاز أثناء نمو الطفل يمكن أن يؤثر على نشاطات أخرى مثل اللعب البدني، القراءة، حل الواجبات، اللعب مع الأصدقاء، و امضاء الوقت مع العائلة.


اضافة خاصة خارجة عن المصدر.
في دراسة قام بها علماء من جامعة توهوكو اليابنية وجدوا أن الأطفال الذين يجلسون أمام التلفاز بمعدل ساعتين فأكثر ينخفظ عندهم الذكاء الفظي ( الفهم و الإستيعاب والتحدث). 

بالنسبة للأطفال الرضع والأطفال اقل من ثلاث سنوات، العالم في مشاهد التلفاز يتحرك بسرعة أكبر من العالم الواقعي. ومع عدم قدرة الطفل على التفريق بين العالمين ( الواقعي و الافتراضي) يؤدي هذا لـ أثار دائمة على وظائفه الحيوية، بما في ذلك:
- اللغة ( حيث أن الطفل يتعلم بالاحتكاك بالوالدين والآخرين، ومشاهدته للتفاز يقلل من هذا الاحتكاك. بجانب أن اللغة المستخدمة بالتلفاز أصبع من أن يفهمها الطفل اقل من ٣ سنوات. حيث ان هذه المرحلة هي مرحلة تطور مهارة الاستماع الكلام وغيرها)
- الرؤية و الذاكرة ( اللغة البصرية المستخدمة على شاشات التلفزيون غالبا ما تكون صعبة جدا على الأطفال لفهمها. بجانب سرعة المشاهد  ).
 - التطور المعرفي ( يشير العلماء إلى أن المشاهد البصرية والسمعية في التلفزيون تؤثر سلبا على مستويات الاهتمام والإبداع ومهارات حل المشكلات ومهارات التفكير لدى الأطفال الصغار. البرامج غير التعليمية على شاشة التلفزيون تحد النشاط البدني، والاستكشاف والتفاعل مع الآباء والأمهات والأطفال الآخرين، مما يقلل من فرص التعلم والمشاركة. الكثير من الوقت أمام الشاشة للأطفال يمكن أن يتداخل مع الأنشطة الحيوية، مثل القراءة، واستكمال الواجبات المنزلية، والاهتمام، والنوم وعادات الأكل - والتي يمكن أن تؤثر على النتائج طفلك المعرفية. )
 - الإنتباه ( وقد أثبتت دراسات أخرى أن كل ساعة يقضيها الطفل يقابلها 10% انخفاظ في الإنتباه لديه. وهذا يؤدي لقلة الإنتباه ( بالعربي البلادة ) ). 

بالطبع، مشاهدة التلفزيون بإعتدال ممكن أن يكون شيء جيد في عدة أمور، مثل: تعليم الأطفال ما قبل سن الدراسة الحروف الهجائية، و الأطفال الدراسين ممكن أن يتعلموا عن الحياة البرية في البرامج الطبيعية، و الوالدين بإمكانهم البقاء على اطلاع بما يجري حولهم. بلا شك التلفاز ممكن أن يكون معلماً ومسلياً جيداً. 
مع ذلك، الإفراط بمشاهدة التلفاز هو أمر سيء، لعدة اعتبارات:
- الأطفال الذين يقضون 4 ساعات يومياً أمام الشاشة هم عرضة للسمنة.
- الأطفال الذين يشاهدون مشاهد عنيفة غالباً سيتصرفون بصورة عدوانية، و سيكونون خائفين من العالم الخارجي بتخيل أن شيئاً سيئاً سيحدث لهم.
- غالب الشخصيات التلفزيونية تصور سلوكيات خطيرة، مثل التدخين و شرب الكحول، و أيضاً تعزز الأدوار الجنسية و السلوكيات العنصرية.
ينقسم المدافعين عن حقوق الطفل عندما يتعقل الأمر بالحلول. بعضهم يرى بزيادة عدد ساعات المشاهدة للبرامج التعليمية، بينما آخرون يرون أنه يجب أن لا يشاهد الأطفال التلفاز بتاتاً. و الرأي الآخر يرى بأنه تقع على الأباء المسؤولية بالتحكم في عدد ساعات مشاهدة الطفل للتفاز، و بأنه يجب تعليمه أن التلفاز يشاهد للتسلية أحياناً، وليس على الدوام.  
لهذا تقع عليك مسؤولية مهمة بمراقبة محتوى التلفاز، و وضع قنوات معينه له, و ذلك لضمان أن لا يقضي الطفل معظم يومه مسمراً أمام الشاشة.
العنف
لإعطائك نظرة عن كمية العنف الذي يشاهده الأطفال على التلفاز، انظر إلى الآتي: يشاهد الطفل الأمريكي بما معدله 200,0000 حالة عنف حتى يصل لعمر 18. هذا بدوره يؤدي لأن يضعف حساسية الطفل للعنف ويصبح أكثر عدوانية. مشاهد العنف في التلفاز غالباً ما تكون قوية، لأن هذا يعتبر عنصر مرح و وسيلة فعالة للحصول على ما تريد.  
غالبية مشاهد العنف يؤديها "الأخيار"، الذين تم تعليم الأطفال بأن يعجبوا بهم. على الرغم من أن الأباء يعلون أطفالهم بأن الضرب خطأ، التلفاز يعلمهم العكس فالعض، الضرب، والركل مسموح به إذا كنت من "الأخيار". طبعاً هذا من الممكن أن يؤدي إلى تشوه وارتباك في فهم الطفل عندما يحاول أن يفهم ما هو خاطئ و ما هو صحيح. أما بالنسبة للممثلين "للأشرار" فغالباً لا يهتم بأفعالهم السيئة. 
الأطفال الصغار بالتحديد ترعبهم مشاهد العنف. و إخبار الطفل بكل سذاجة أن هذه المشاهد ليست حقيقية لن تواسيهم، وذلك بسبب أنهم في مرحلة عمرية لا يستطيعون التفريق بين الخيال و الواقع. السلوك السئ، والكوابيس، و صعوبات النوم هي مشاكل مرتبطة  بمشاهدة مشاهد العنف.  
الأطفال الأكبر سناً ايضاً تخيفهم المشاهد العنيفة، سواءً شاهدوها في العروض الخيالية، الأخبار، أو البرامج الواقعية. المنطق مع الأطفال في هذا العمر سوف يساعدهم، لذلك من المهم أن يتم تقديم معلومات مطمئنة وصادقة للمساعدة في تهدئة مخاوفهم. ومع ذلك، عدم السماح لأطفالك في مشاهدة البرامج العنيفة أو المخيفة هو الحل أفضل. 
سلوكيات خطيرة
البرامج و الدعايات التي تعرض على شاشة التلفاز مليئة بمشاهد تحتوي على سلوكيات خطيرة ( مثل: شرب الخمور، تعاطي المخدرات، التدخين، و ممارسة الجنس) هذه المشاهد تعرض على أنها ممتعة، مسلية و مثيرة. وغالباً، لا يتم مناقشة عواقب مثل هذه الأفعال. 
على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن المراهقين الذين يشاهدون الكثير من المشاهد التي تحتوي على مشاهد جنسية على شاشة التلفزيون هم أكثر عرضة للمشاركة في أنشطة جنسية في مرحلة عمرية أبكر من أقرانهم الذين لا يشاهدون مثل هذه المشاهد. 
في السنوات الأخير زادت دعايات الكحول بشكل كبير و أصبح الكثير من الأطفال على معرفة بهن أكثر من أي وقت مضى. وجدت دراسة حديثة قام بها Center on Alcohol Marketing and Youth (CAMY) أن مشاهدة دعايات الكحول بالنسبة للشباب زادت بما نسبته 30% بين عامي 2001-2006.   
دعايات الدخان ممنوعة من العرض على شاشة التلفاز، ولكن الأطفال و المراهقين يشاهدون الكثير من مشاهد التدخين في البرامج و الأفلام التي تبث على شاشة التلفاز. هذا النوع من " الدعاية الغير مباشرة للمنتج" تجعل سلوكيات مثل التدخين و الشرب مقبولة. في الحقيقة، الأطفال الذين يشاهدون التلفاز بمعدل 5 ساعات يومياً هم أكثر قابيلة لأن يبدؤ التدخين في مرحلة عمرية مبكرة من نظرائهم من الأطفال الذين يشاهدون أقل من المعدل الموصى به ساعتين يومياً. 
السمنة
يربط خبراء الصحة السمنة بـ مشاهدة التلفاز بكثرة.  أثناء مشاهدة التلفاز، الأطفال يكونون خاملين و يميلون لأكل وجبات خفيفة. مع امطارهم بدعايات تشجعهم على أكل وجبات غير صحية كـ رقائق البطاطس و المشروبات الغازية، وهذا يؤدي لأن يجعلهم يفضلون مثل هذه الأغذية على غيرها. 
أظهرت الدراسات على أن تقليل عدد ساعات مشاهدة التلفاز بالنسبة للأطفال ساعدهم على فقدان الوزن و فقدان الدهون في أسفل الجسم .  
الدعايات ( الإعلانات التجارية )
وفقاً لـ الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، يشاهد الأطفال في الولايات المتحدة 40,000 دعاية سنوياً. بدءً من الطعام الغير صحي و دعايات الألعاب في صباح كل سبت اثناء عرض أفلام الكرتون إلى الدعايات التروجية الجذابة الملصقة على علب الكورنفلكس، فالرسائل الدعاية تحيط بالطفل من كل مكان. بالنسبة للأطفال، كل شيء يبدؤ مثالياً - لذلك يريدون الحصول على المنتج المعلن عنه بكل بساطة
الأطفال أقل من 8 سنوات لا يعون أن هذه الدعايات هي لبيع منتجاتهم. الأطفال أقل من 6 سنوات لا يستطيعون التفريق بين الدعاية و البرنامج، خاصةً إذا ما كانت شخصيتهم المفضلة هي التي تمثل في الدعاية. حتى الأطفال الكبار يجب أن يتم تنبيههم بالهدف الحقيقي للدعايات. 
بالطبع، من المستحيل أن تعزل الطفل عن الرسائل الدعاية المختلفة. يمكنك أن تغلق التلفاز أو تقليل عدد ساعات المشاهدة، لكن يضل الطفل معرض لمشاهدة أو سماع الدعايات لـ آخر الألعاب وغيرها. 
لذا، مالعمل؟ تعليم الطفل ليكون مستهلك ذكي من خلال التناقش عن الدعايات المعروضة. إطرح أسئلة مثيرة للتفكير مثل: "ما الذي يعجبك في هذا؟"، "هل تعتقد انها حقا جيدة كما تبدو في هذا الإعلان؟"، و "هل تعتقد أن هذا هو خيار صحي؟"
عندما يطلب منك طفلك شيء شاهده في دعاية، اشرح له أن الإعلانات التجارية مصممه لتجعل الناس يشترون شيء لا يحتاجه غالباً. و أن الإعلانات التجارية توحي لنا أن هذه المنتجات تجعلنا بشكل ما أسعد. التحدث مع الأطفال حول ما تبدو عليه الأمور في واقع الأمر يمكن أن يساعدهم في رؤية الأمور في منظورها الصحيح.
لتحد من تأثر الطفل بالدعايات التجارية، تصنح الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بالتالي:
- اجعل الأطفال يشاهدون البرامج العامة التي ليس فيها دعاية
- سجل البرامج لهم بدون دعايات
- اشتري أو استأجر أشرطه مخصصة للأطفال
العادات السليمة لمشاهدة التلفاز
هنا بعض الطرق لجعل مشاهدت التلفاز أفضل:
- قلل عدد ساعات مشاهدة التلفاز: إملأ الغرفة التي فيها التلفاز بأشياء مسلية ( مثل كتب، مجلات أطفال، ألعاب، سبورة تعليمية ... الخ) لتشجع الطفل لعمل شيئاً آخر غير مشاهدة التلفاز.
- لا تضع التلفاز و الكمبيوتر في غرفة نوم الأطفال.
- أطفئ التفاز أثناء الأكل.
- لا تسمح للطفل بمشاهدة التلفاز أثناء عمله للواجبات المنزلية.
- عامل التلفاز على أنه منحة يجب أن يسعى لها - وليست حق من حقوقه. ضع قواعد عائلية لمشاهدة التلفاز، مثل أن مشاهدة التلفاز مسموح فقط بعد الإنتهاء من أداء الواجبات المنزلية. 
- جرب يوم بلا تلفاز. الدوام المدرسي، الأنشطة الرياضية، و العمل الوظيفي تجعل من الصعب ايجاد وقت لإجتماع العائلة جميعاً خلال أيام العمل الأسبوعي. سجل البرامج اليومية وغيرها لمشاهدتها في الإجازة الأسبوعية، فهذا يخلق وقتاً اضافياً للعائلة بأن تجتمع على الوجبات، الألعاب، النشاطات البدنية، و القراءة خلال الاسبوع.
- كن مثالاً جيداً بعدم مشاهدتك للتلفاز بكثرة.
- ابحث عن برامج مفيدة يمكن لأفراد عائلتك أن يشاهدوها ( مثل البحث عن برامج غير عنيفة و تركز على تعزيز القيم العائلية).  اختر البرامج التي تعزز الاهتمام والتعلم (كالقراءة، والعلوم، وما إلى ذلك). 
- شاهد البرامج قبل أطفالك أو على الأقل شاهد بدايتها لتتحقق من مدى ملائمتها لهم 
- تحدث مع أطفالك عما شاهدوه في التلفاز و شاركهم آرائك و قيمك. إذا شاهدت مشهد لا توافق عليه على الشاشة، يمكنك إيقاف تشغيل التلفزيون، ثم طرح أسئلة مثيرة للتفكير مثل، "هل تعتقد أنه شيء صحيح عندما بدأ هؤلاء الرجال في القتال؟ ماذا يمكن أن يفعلوا بدلاً من القتال ؟ ما الذي قاموا به؟". أو "ما رأيك بتصرف هؤلاء المراهقين في هذه الحفلة ؟ هل تعتقد أن ما كانوا يفعلونه هو خطأ؟". إذا أساءت بعض الشخصيات التصرف أو تصرفة بعنصرية، تحدث عن لماذا من المهم أن يتم التعامل بين الجميع بصورة عادلة، حتى أثناء الخلاف. ايضاً يمكنك استخدام التلفزيون لشرح أمور مربكة والتعبير عن رائك تجاه الموضوعات الصعبة (الجنس، والحب، والمخدرات، والكحول، والتدخين، والعمل، والسلوك، والحياة الأسرية).
- تحدث مع الأباء الآخرين، والأطباء، و المدرسين عن برمج مناسبة للطفل ينصحون بها.
- اعرض بدائل ممتعة على الطفل بدلاً من التلفاز. إذا كان طفلك يريد مشاهدة التلفاز ولكنك تريد منه اغلاقه، اعرض عليه بأن يلعب معك الغميضه، او يلعب معك في الخارج، او القراءة.. الخ. لذا أغلق التلفاز واستمتعا بوقتيكما.

الجمعة، 25 ديسمبر 2015

( صيد الفوائد 43 )..ضرورة استهداف الربحية وليس الرسوم

ضرورة استهداف الربحية وليس الرسوم

لسنا دولة ضريبية وهذا يتوجب مشاركة الدولة في الاستثمار كي تحصل على دخل، ويجب أن يكون للدولة دخل من الخارج غير النفط كبقية الدول، وإلا ستكون مصروفاتها أكثر من دخلها
الرسوم لا تعتبر دخلا رئيسيا لأي دولة في العالم، ويجب ألا ننظر لها كدخل رئيسي للدولة، ويجب أن تستهدف الدولة خفض الواردات وزيادة الصادرات غير النفطية، والتركيز على تطوير الصناعات المتقدمة والصناعات الطبية والحربية وغيرها من خدمات متقدمة، بشرط أن تتشارك الدولة مع القطاع الخاص في هذه الأعمال لتحصل على دخل، وأيضا تؤثر على الأهداف في تنويع مصادر الدخل والوظائف وتطوير الكوادر البشرية ولا ننسى أن هذا لن يتحقق حتى مع توفر جميع العوامل ما لم تستثمر الدولة بفعالية في البحوث والتطوير.
الصناديق السيادية في الخارج واستثماراتها ضرورية جدا ولكن لن أتحدث عنها في هذا المقال.
قبل أن أسترسل في المقال، يجب أن نركز على التركيبة الأساسية والنقطة الجوهرية في خطة ماكينزي 246، وهي أن الخطة بدأت بحصر عدد الداخلين على سوق العمل السعوديين وهم 6 ملايين سعودي وسعودية، ولكي تبنى لهم الأعمال التي تستطيع الدولة من خلالها تحقيق الأرباح والأهداف، يتوجب لذلك استثمار 2.5 مليون ريال لكل شخص، ومن هنا حصلت ماكينزي على الرقم 15 تريليون ريال (4 تريليون دولار) وهذا استنتاج صحيح، ولكن من أين سنأتي بهذه الاستثمارات!! وهل ستعيش الخزينة على رسوم وضريبة القيمة المضافة؟
مجموع الرواتب السنوية حاليا بالمملكة تصل إلى 510 مليارات ريال سنويا، منها 300 مليار لموظفي الحكومة المدنيين والعسكريين و92 مليارا لموظفي القطاع الخاص السعوديين و118 مليارا لموظفي القطاع الخاص غير السعوديين.
ومجموع المصروفات الحكومية الجارية الأخرى (تشغيل وصيانة للمرافق التعليمية والصحية والعسكرية وغيرها) تصل إلى 430 مليار ريال، ومجموع المصروفات الرأسمالية الحكومية (المشاريع) تصل إلى 370 مليار ريال، وبذلك يكون مجموع المصروفات الحكومية سنويا 800 مليار ريال.
لن أناقش مدخلات القطاع الخاص ولا مخرجاته، لأن مدخلاته إما من مشاريع حكومية أو شراء أفراد وحكومة، ومخرجاته رواتب ذكرناها ورسوم سنذكرها وأرباح تحصل الحكومة على رسوم منها بصيغة زكاة وضرائب. ولن أتحدث عن الديون الحكومية طالما أنها من الداخل ولا عن المسحوبات من الاحتياطات الخارجية لكي تبقى المتغيرات واضحة.
دخل الحكومة من النفط المتوقع لعام 2015 سيصل تقريبا إلى أقل من 600 مليار ريال. ودخل الحكومة من غير النفط 131 مليار ريال في العام الماضي وهو من البتروكيماويات وحصصها في البنوك والاتصالات، والجمارك والضرائب والرسوم الأخرى بأنواعها.
يخرج من الدولة للخارج حوالي 920 مليار ريال سنويا، ممثلة في650 مليار استيراد سلع و160 مليار ريال حوالات العمالة الوافدة و110 حوالات الشركات الأجنبية للخارج.
إذاً النقد الداخل للمملكة فقط 600 مليار ريال، والخارج منها 920 مليار ريال، الـ600 مليار الداخلة هي من يشغل المشاريع والصيانة والرواتب، والتي تشغل القطاع الخاص الذي يشغل هو بقية الأعمال والوظائف في القطاع الخاص، أما الخارج من المملكة الـ920 مليار ريال فهي من مخرجات إنفاقات الحكومة والقطاع الخاص، إذاً هناك 320 مليار ريال تخرج من المملكة في السنة أكثر مما يدخل عليها، طالما أنها لا تصدر غير النفط وطالما أن أسعار النفط منخفضة، وربما ترتفع أسعار النفط وربما تنخفض أكثر.
قد تخفض الدولة من مصروفاتها (حوالي 200 مليار ريال بأقصى حد)، ومتى ما حصل ذلك ستنخفض الواردات، ولكن هذا سينعكس على ضعف في الأعمال والوظائف ومحاولات تنويع مصادر الدخل.
لو رفعت المملكة سعر البنزين إلى الضعف، لن تجني أكثر من 15 مليار ريال، ولو ضاعفت سعر الكهرباء فلن تجني أكثر من 38 مليار ريال، وعند حدوث ذلك ربما يكون هناك خفض للاستهلاك ولن تصل إلى هذه الأرقام.
وبذلك يكون أفضل دخل للمملكة هو الضرائب على الشركات الأجنبية، حيث إن الضرائب تكون 20 % على الأرباح، و5 % إلى 20 % على الاستقطاع، فلو افترضنا أن المملكة تستهدف بمبادرتها قبل أشهر السماح للشركات الأجنبية بالتملك 100 % محليا، وأيضا الشركات الأجنبية المستثمرة في سوق الأسهم والتي دخلت إلى المملكة هذه السنة.
دعونا نفترض أن المملكة ستستهدف دخلا للخزينة من ضرائب الشركات الأجنبية بمقدار 200 مليار ريال فقط، هذا يتوجب أن تصل أرباحها إلى 1 تريليون ريال، ولكي تصل أرباحها إلى 1 تريليون ريال يجب أن تكون مبيعاتها 12 تريليون ريال (هذا أكثر من مجموع قيمة صادرات الصين واليابان السنوية، مضافا عليها قيمة صادرات المملكة النفطية)، ربما نجزم أن أكثر من 10 % هذا هو ضرب من الخيال، وحتى الـ10 % يجب أن تكون مقابل إنفاقات حكومية كمشاريع حفر لآبار النفط أو المشاريع العملاقة لمعامل الكهرباء والنفط والغاز.
دخل الدولة يجب أن يكون من الأرباح وليس من الرسوم، يجب أن نعلم أننا لسنا دولة ضريبية وهذا يتوجب مشاركة الدولة في الاستثمار لكي تحصل على دخل، ويجب أن يكون للدولة دخل من الخارج غير النفط كبقية الدول وإلا ستكون مصروفاتها أكثر من دخلها.
من الضروري أن تفكر الدولة بالصناديق لتطوير الأعمال، ذكرت ذلك كثيرا في عدة مقالات، صندوق استثماري لتطوير الصناعة وصندوق استثماري للسياحة وكذلك لبقية الأعمال مثل المشروعات الصحية والتعليمية، وتعمل هذه الصناديق شراكة مع القطاع الخاص ومع المواطنين في تأسيس شركات لتطوير الصناعات والسياحة والخدمات المتقدمة، ومنها تحصل الدولة ليس فقط على الرسوم بل على الأرباح مباشرة. 

( صيد الفوائد 42 ).. كيف «لا تفعل شيئاً»؟


    في هذا الزمن المزدحم أدركتُ فعلا أن الفراغ إحدى نعمتين مغبون فيهما كثير من الناس (بجانب الصحة كما جاء في الحديث الصحيح).. لهذا السبب تعلمت إطفاء أضواء الغرفة وإغلاق الجوال والتلفزيون كلما سنحت لي الفرصة لفعل ذلك.. اكتشفت جمال الاستلقاء على الأريكة وفعل لاشيء، وأجعل الأفكار تتداعى برأسي "براحتها".. فحين يخيم الصمت ويغرق المكان بالظلام أكتشف عالماً داخلياً شديد الروعة والصفاء.. حين تجرب ذلك ستجد ان إمكاناتك الذهنية تتعاضد - بدون إرادتك - لحل ابرز معضلة تشغلك. ستلاحظ ان مخك بدأ يعمل وحده وانه يتداعى بطريقة حرة سلسة. ستدرك حينها انه لم يعمل بهذا النشاط والصفاء منذ زمن طويل وانك كنت "تؤجره" للجوال والتلفزيون والثرثرة الكذابة..
.. لدى الصينيين فلسفة جميلة تقوم على تقديس الفراغ والخمول والتأمل. وهم يعتقدون ان الحكمة والمعرفة نتيجة طبيعية للتأمل وعمل لاشيء.. يقول الفيلسوف الصيني لين يوتانغ (1895-1970): "في الصين الإبداع والخمول وجهان لعملة واحدة... اكثر الرجال حكمة اكثرهم استغراقاً في التأمل بدون حركة او عمل... فالمعادلة ببساطة هي أن الحكماء ليسوا مشغولين والمشغولون ليسوا حكماء".
وهذا القول لايشجع على الخمول او ينصح بالكسل؛ بل ينبهنا إلى أن التأمل طريق الحكمة، والوحدة صنو العبقرية، والاسترخاء مهد الابداع.. فسير الأنبياء والعباقرة تثبت ان لكل منهم "خلوة" يتفرغ فيها للتفكير والتأمل وفهم ما حوله.. وهي من "شروط العلم الستة" التي سردها الإمام الشافعي في بيت شعر جميل:
ذكاء وحرص، واجتهاد، وبُلغة
وصحبة أستاذ وطول زمان.
وهو بهذا البيت يؤكد أن التفرغ شرط للعلم، وأن البُلغة (أو الاكتفاء المادي دون الحاجة للعمل) شرط آخر لا يقل أهمية للتفرغ لطلب العلم..
واليوم يؤكد علماء النفس أن معظم العباقرة كانوا مصابين بنوع خفيف من "التوحد" المرضي والانطواء على الذات (وهو مايبدو لي أمرا منطقيا كونك لا تستطيع الابداع وأنت تشاهد التلفزيون أو تلعب البلوت أو ترد على رسائل الواتساب)..
أفضل ما تفعله في أوقات الفراغ هو الا تفعل شيئاً على الإطلاق وتدع دماغك ينطلق بحرية كغزال شارد.. يمكنك استغلال فراغك لطلب السكينة والتأمل ومراجعة الذات. فزحمة الحياة هذه الايام تمنعنا من مراجعة تصرفاتنا واستعمال الحد الأدنى من أدمغتنا؛ ففي كل يوم ننفذ أعمالا مكررة ونتبع قواعد وضعها أشخاص غيرنا؛ لا مجال للمبادرات الشخصية ولا وقت لمراجعة الذات وتقييم الانجاز.. اما حين نعود للمنزل (حيث يفترض السكينة والهدوء) فإننا نسلم عقولنا طواعية للفضائيات تلعب بها وتملأها بالسطحية حتى يغلبنا النعاس وننام!
أول درس تعلمته بخصوص عمل (لاشيء) كان قبل عشرين عاما حين كنت أعمل في مدرسة ثانوية للبنين.. فبعد انتهاء الإجازة الصيفية تجمع المعلمون في غرفة الوكيل وبدأوا بتكرار الاسطوانة المعهودة: أين سافروا وكم صرفوا وأين قضوا إجازاتهم، ومن أفضل هذه الأيام أوروبا أم أميركا أم شرق آسيا.. وفي انتهاء جلسة طويلة من التبجح المكشوف استيقظ فراش المدرسة البسيط من غفوته وقال جملة أسكتت الجميع: "يارب لا تشغلنا.. ياجماعة الراحة نصف القوت"!

فهد عامر الأحمدي
http://www.alriyadh.com/1112468