الخميس، 15 أكتوبر 2015

8 نصائح لتتذكر ما قرأته!!


1- قبل أن تبدأ القراءة، إسال نفسك " ما الهدف من قراءة هذا الكتاب؟". معرفة الهدف من قرائتك لأي شيء ستسهل عليك عملية تذكر واسترجاع ما قرأته بعد فتره من الزمن ..


2- لا تقرأ بعمق مباشرة .. بل يفضل أن تتصفح الكتاب و تلقي نظرة على الرسومات، الصور، العنواين الرئيسية.. ثم بعد ذلك قراءة سريعة للمقدمة و الخاتمة لكل جزء من أجزاء الكتاب.. 

3- للقراءة بعمق، تحتاج العينان لأن تتحرك بطريقة منضبطة.. القراءة بعمق تختلف كلياً عن القراءة السريعة "أو التصفح" .. لكي تستوعب ما تقرأ، وتقبض على جوهر المعنى، يجب عليك تدريب عينك على أن تقرأ جمل كاملة وليست كلمات.. استخدم قلم لتتبع ما تقرأه، فالقلم يساعد عينيك على التركيز في الجملة المراد قرأتها..

4- ليس كل ما تقرأه مهم.. غالباً في كل جزء من أجزاء الكتاب هناك من 20 % - 30 % فقط يستحق أن يُتذكر أو يُحفظ أو يُفهم .. لذلك دائما ضع معك قلم مُحدد أو مُظلل، وظلل الجمل الأساسية والمهمة فقط .. كن حصيفاً في تحديدك بحث لا افراط ولا تفريط !! آيضا، اكتب على الهوامش ملخص لما قرأته (( طبعاً لخص المهم فقط ))..

5- فكر على شكل صور!! أي تصور ما تقرأه ، بمعنى أدق عندما تقرأ جزء معين من كتاب، قف لبرهة ثم تصور و تخيل ما تقرأه على شكل صور.. فالعقل إذا ربط بالصور، فذلك أدعى لأن تتذكر ما قرأته.. فكما قيل " صورة تغني عن ألف كلمة "..

6- كرر كرر كرر. كرر ما لخصته وصورته بين الحين والآخر.. اسأل  نفسك الأسئلة التالية:
- كيف يمكن لهذه المعلومة أن تضيف لما تعرفة مسبقاً؟
- لماذا ذكر المؤلف هذه المعلومة؟
- هل أفهم ما تعنيه هذه المعلومة؟ ماهو الدليل؟
- هل أتفق مع المعلومات أو الخلاصات المذكورة؟ لماذا أتفق ، ولماذا لا أتفق؟
- ما هو المقدار الذي يجب أن أتذكره من المعلومات المذكورة؟


7- هيء نفسك للقرأة.. لا تقرأ وأنت مستعجل أو مشغول، فما تقرأه سيذهب هباءً .. أيضا هيء جوء مناسب للقراءة، حيث الهدوء والإضاءة أمران أساسيان ... 


8- راجع ما قرأته بين الفنية والأخرى .. حاول مثلاً أن تكتب في صفحة وآحدة دروس مستفادة من الكتاب .. وكل فترة راجع هذه الدروس حتى ترسخ في ذاكرتك ..


(( اصنع أفكار عن محتوى ما تقرأه ))


المصدر

السبت، 10 أكتوبر 2015

دروس مستفادة من كتاب ( الأب الغني و الأب الفقير )....

Rich Dad Poor Dad
روبرت كايوساكي – نشره في عام 2000
عبر حوار ذاتي، يحكي الكاتب قصة طفولته، الموزعة بين نصائح أبيه الأستاذ الجامعي – والذي يُرمز له في الكتاب بلقب الأب الفقير (وليس في الأمر مسبة)، وبين نصائح والد صديقه مايك، رجل الأعمال العصامي والذي يرمز له في الكتاب بلقب الأب الغني.
يسرد الكتاب طفولة الكاتب وهو يتعلم كيف يحصل على المال ويكتسبه، مع مقارنة دائمة ما بين وضعي والده الأكاديمي الجامعي، وما بين والد صديقه العملي التجاري. ويطرح الكاتب سؤالا ذا أهمية ووجاهة: هل تعد المدارس طلابها للخروج إلى العالم الواقعي والنجاح فيه؟ هل الحفظ والمذاكرة والشهادة والوظيفة المرموقة هي السبيل؟
ما خرج به الكاتب من خلاصة تجاربه في الحياة هو دروس ست، يشرحها لنا كالتالي:
الدرس الأول:
الأغنياء لا يعملون من أجل المال.
(للتذكير: المقصود بالغني هو من إجمالي دخله يزيد عن إجمالي نفقاته)
يحرص الآباء الفقراء – وفق نظرة الكاتب – على حسن تعليم الأبناء، ليتخرجوا وينخرطوا في السلم الوظيفي ويرتقوه، طمعا في أن يحصلوا على رواتب مجزية، توفر لهم حياة الرفاهية. هؤلاء الأبناء سيدخلون في سباق محموم (متاهة الفأر – كما يسميها الكاتب)، لكي تكافئ مداخليهم نفقاتهم الآخذة في الازدياد، فالوظيفة تستدعي منزلا فاخرا، وسيارة كبيرة، وزوجة جميلة، وأبناء في مدارس مرموقة، وبطاقات اعتماد سرعان ما يعجزون عن سدادها فتبدأ فوائداها الربوية في إنقاص ما تبقى من دخلهم المحدود، كل هذا يجلب مصاريف صيانة وضرائب ورسوم ونفقات وغيرها. هؤلاء الأبناء سيعيشون ظانين أن انتقالهم لوظيفة ذات مدخول أكبر ستحل مشاكلهم، وهنا حيث يخطئون بشدة.
أكبر مخاطرة ترتكبها في حياتك، هي أن تبحث عن الخيارات الآمنة، وتبتعد عن المخاطرة. إن عدم أخذك للمخاطرات هو مخاطرة في حد ذاته، فأنت تفوت على نفسك فرصا عظيمة، وتمضي في طريق تظنه أن نهايته آمنة، وهذا الظن هو مكمن الخطر، فلعلك أن تكتشف فيما بعد أنه ليس آمنا كما كنت تظنه، لكن بعد فوات سنوات ثمينة لا يمكن استعادتها من عمرك المحدود. لقد تغير الزمن الذي كنا نعيش فيه، وتحولنا من الإيقاع البطيء إلى الإيقاع السريع – جدا.
الفرص الثمينة تأتي وتذهب في حياة كل منا، ولا سبيل لاقتناصها سوى بالتجربة والمخاطرة، هكذا يفعل الأغنياء. الأغنياء يخاطرون، ويخسرون ويكسبون، وهذه سبيل من يريد أن ينضم لهم، وبعد فترة يتعلمون كيف يفرقون بين الفرصة الحقيقية وغيرها.
لا تعمل من أجل المال وجمعه، بل اجعل المال يعمل من أجلك.
الخوف من المغامرة، والجهل بقواعد آليات عمل المال، هما العدوان الأوليان لك. اقض عليهما، بالشجاعة، والمغامرة، والعلم.

الدرس الثاني:
إذا كنت تنوي أن تكون ثريا، فتعلم بعض القواعد المالية.
إذا أردت بناء ناطحة سحاب، فأول ما ستفعله هو أن تحفر في الأرض لتضع أساسات عميقة تحملها. إذا أردت بناء كوخ خشبي، فستكتفي بتسوية الأرض ودكها ثم تبني عليها. أغلب من يحاولون الاغتناء اليوم يكتفون بتسوية الأرض ودكها – دون حفر أية أساسات عميقة – لبناء ناطحة السحاب عليها. هذه الأساسات هي الثقافة المالية.
القاعدة المالية الأولى والوحيدة: تعلم الفرق ما بين الأصول والخصوم. على بساطة ما تبدو عليه هذه القاعدة، لكن عموم الناس يجهلونها، ولهذا يعانون ماليا ويسقطون فريسة الديون والإفلاس والفقر.
ما هي الأصول – وما هي الخصوم؟
ما يميز الأصول عن الخصوم هو الأرقام، وإذا كنت لا تستطيع قراءة الأرقام، فلن تفرق ما بين الأصول وما بين الحفرة الكبيرة أمامك على الطريق. في عِلم المحاسبة، إذا لم تفهم ما الذي تقوله لك الأرقام، فأنت كمن يردد الكلمات – دون أن يفهم معناها.
إذا أردت أن تكون غنيا، عليك أن تفهم ما تقوله وتعنيه الأرقام. الأرقام هي ما يفرق ما بين الأصول والخصوم. القاعدة التالية لن يقبلها جهابذة المحاسبين والاقتصاديين، وهي تقول:
الأصول هي الأشياء التي تضع المال في جيبك.
الخصوم هي الأشياء التي تخرج المال من جيبك.
على بداهته، يسبب الجهل بهذا الفرق المعاناة المالية لكثير من الناس.
إذا أردت أن تكون غنيا، فاحرص على قضاء حياتك في شراء الأصول. إن لم تفعل، فأنت ستكون من الطبقة المتوسطة والفقيرة.
تعاني طبقة الموظفين بشدة في حياتها اليومية، ليس لأنها لا تحصل على المال، بل لأنها تنفق ما تحصل عليه من مال في شراء الخصوم.
دعنا نقارن، وفق هذا المفهوم، ما بين الفقير والغني
الفقير:
الوظيفة،
 تدر الدخل، تذهب في نفقات مثل المأكل والمشرب والملبس والإيجار والمواصلات والضرائب.
الأصول: لا شيء
الخصوم: لا شيء
فرد الطبقة المتوسطة:
الوظيفة، تدر الدخل، تذهب في نفقات مثل المأكل والمشرب والملبس والإيجار والمواصلات والضرائب.
الأصول: لا شيء
الخصوم: بطاقات الائتمان، القروض، الأقساط
الغني:
الأصول:
 أسهم في البورصة، عقارات، ملكية فكرية
الدخل: توزيعات أرباح، إيجارات، حقوق استغلال الملكية الفكرية
الخصوم: لا شيء
على بساطتها، تخبر هذه الأمثلة عن الكثير. إن طريقة تصرفك في دخلك هي ما تحدد لأي طبقة ستنتمي.
هذه الأمثلة توضح لماذا يعود الفقراء الذين تسقط عليهم الثروات بشكل مفاجئ إلى كونهم فقراء مرة أخرى بعد هذه النفحات.
هذه الأمثلة تجيب على تساؤل الموظف الذي زاد راتبه، لكنه لا يزال يعاني من قلة المال المتبقي له.
الحصول على المزيد من المال – الدخل – المرتب لن يحل المشكلة أبدا، بل يعجل بظهور أعراضها.
إذا وجدت نفسك في حفرة – توقف عن الحفر!
كيف نقيس الغنى والثراء؟ وفقا للنابغة (أو الفاشل – كما تود تسميته) بكمنستر فولر، فالثراء هو الإجابة على السؤال التالي: كم يوما تستطيع أن تبقى حيا إذا توقفت عن العمل اليوم؟
الثراء هو مقدار العوائد التي تحققها لك الأصول، مقارنة بخانة النفقات والمصاريف.
كلما وجهت المال إلى شراء الأصول، كلما زادت عوائدها، وكلما زاد التدفق المالي. كلما كان التدفق المالي أكبر من نزيف النفقات والمصاريف، فستزداد ثراء وغنى.
تذكر هذه القاعدة البسيطة، الأغنياء يشترون الأصول، والفقراء ليس لديهم إلا النفقات والمصاريف، بينما الطبقة المتوسطة تشتري الخصوم وهي تظنها أصول.
الأغنياء يحرصون على شراء الأصول المدرة للأرباح. الفقراء والطبقة المتوسطة يشترون الخصوم ظنا منهم أنها أصول.

الجمعة، 9 أكتوبر 2015

( صيد الفوائد 35 ) ... قصة نجاح شركة ويرلبول ...




قصة نجاح شركة ويرلبولجاء ميلاد لويس ابتون في 10 أكتوبر 1886، ثم لحق به أخوه فريدريك بعد 4 سنوات في 20 يونيو 1890، في ولاية ميتشجان الأمريكية. حين توفى والدهما في حادث سيارة في شيكاغو، كان سن فريدريك 13 ربيعا بينما كان سن الأخ الأكبر لويس 17 ربيعا، فاضطر لترك مقاعد الدراسة ليعمل ويعول أمه وأخيه الصغير وثلاثة من الأخوات، إلا أن راتب لويس لم يكن كافيا ما اضطر العائلة للاستدانة دون معرفة ما إذا كانوا سيتمكنون يوما من سداد ما اقترضوه. بعد مرور عام على وفاة والده، تمكن لويس من العودة لمقاعد الدراسة وأكمل دراسته في أكاديمية (أقل درجة من الجامعة) وتخرج وعمل في شركة في شيكاغو.

ميلاد الفكرة

في عام 1908 وبينما لويس يعمل في هذه الشركة، تعرف على زميل له والذي كانت لديه فكرة مشروع بناء مصنع، وبعد فترة تمكن لويس من استثمار جل مدخراته، 500 دولار في مشروع زميله، إلا أن هذا المشروع فشل وخسر لويس كل ما استثمره من مال. من باب تعويض لويس عن خسارته، سمح له الشريك بأخذ حق اختراع منتج واحد من المنتجات التي كان المفترض لهذا المصنع أن يصنعها. لأن لويس كان ذا بصيرة ترى المستقبل، اختار حق اختراع ماكينة غسل الملابس باستخدام اليدين، لأن لويس كان مقتنعا بإمكانية تركيب محرك كهربي لهذه الماكينة ليحل محل اليدين في تشغيل الماكينة.

التحدي

الغسالة الكهربية الأولى التي مهدت الطريق لميلاد شركة ويرلبول
الغسالة الكهربية الأولى التي مهدت الطريق لميلاد شركة ويرلبول
رجع لويس إلى عمه ايموري (والذي اشتهر بحبه للمحركات الكهربية وباختراعه العديد من الاختراعات الغريبة وقتها، عمل عليها في ورشته) ودخلا معا في تحدي؛ تحدي تحويل ماكينة يدوية لتعمل بالمحرك الكهربي، هذه الماكينة كان المفترض بها غسل الملابس. هذا التحدي تطور ليكون شركة آلات ابتون أو Upton Machine Co. والتي تأسست في عام 1911 في ورشة صغيرة قائمة في مبنى أصغر يمتلكها العم ايموري، وهناك حيث بدأ العمل الجدي على ابتكار الغسالة الآلية، مع استمرار لويس في العمل في وظيفته النهارية حتى يحافظ على مصدر دخله الوحيد ساعتها مع عمله في العطلات الأسبوعية في الورشة الجديدة، وتعويضا عن غيابه عن الشركة الناشئة طلب لويس من أخيه الصغير فريدريك (وكان عمره ساعتها 21 ربيعا) أن يحل محله في الشركة. [الطريف أن فريدريك ظل يعمل في الشركة حتى 1914 بدون راتب، وبعد هذا التاريخ حصل على 234 سهما من أسهم الشركة تعويضا له عن عمله بدون أجر طوال هذه الفترة.]

الطلبية الأولى

بعدما تمكن الثلاثي، الأخوان والعم، من صنع أول نموذج للغسالة الكهربية، بدأ البحث عمن يشتري منهم هذا الاختراع الجديد، والذي جاء من الشركة التي كان يعمل فيها لويس، والتي طلبت منهم صنع 100 غسالة كهربية، بشرط أن تضبط الشركة الصغيرة أمورها المالية والإدارية. تنفيذ طلبية ضخمة كهذه احتاج لمبنى أكبر، واستثمار مالي، فكيف حصلوا على هذا المال؟ وهما صغار، اعتاد لويس وأخوه فريدريك تنظيف حظائر الماشية والجياد مقابل المال، وكان أحد ملاك هذه الحظائر من وافق على أن يستثمر مبلغ 5 آلاف دولار معهم.

أمانة ذات نهاية سعيدة

بعد تأمين المال، استأجروا مبنى أكبر مقابل 60 دولار شهريا، وشرعوا في تصنيع أول دفعة من الغسالات الكهربية في هذا المبنى الجديد، وفي ربيع 1912 استقال لويس من عمله ليركز جل وقته للعمل على تصنيع الغسالات. سارت الأمور على ما يرام وتم الانتهاء من تصنيع الدفعة الأولى من الغسالات الكهربية وتم تسليمها للمشتري، إلا أنه تبين وجود عيب في تصنيع هذه الغسالات استلزم تغيير بعض القطع فيها كلها، وما كان من الشركة الناشئة إلا وأقرت بوجود هذا العيب وسحبت الغسالات وغيرت القطع المعيبة وأعادتها بدون طلب أي مقابل مالي، الأمر الذي جعل الشركة المشترية تعجب بهذه الأمانة في التعامل، وتطلب 100 غسالة إضافية بسبب هذه الأمانة.

سنوات سمان

استمر الثلاثي في تصنيع الغسالات الكهربية وبيعها للشركة لشركة فيدرال إلكتريك، إلا أن دوام الحال من المحال إذ أنه فجأة وبدون مقدمات وبعد 3 سنوات من التعامل المثمر، قررت فيدرال إلكتريك تصنيع غسالاتها في مصانعها والتوقف عن شرائها من الثلاثي، الذين فقدوا عميلهم الأول والوحيد. لسبب أو لآخر، قرر الثلاثي أنه وفي ظل عجزهم عن العثور عن مشترين لغسالاتهم، فعليهم شراء شركة أخرى تصنع منتجات أخرى ليستمروا هم في العمل، خاصة وأنه على الجهة الأخرى من الشارع الذي يقف فيه مصنع الشركة، كان هناك مصنع صغير آخر يواجه عثرات عديدة، يعمل على تصنيع بندقية تعمل بضغط الهواء حملت اسم ستيرلنغ. كان الاتفاق على تحمل الثلاثي لرهن بقيمة 25 ألف دولار على المصنع المباع، وعلى دفع 25 ألف دولار أخرى في صورة أسهم في شركة ابتون لشراء هذا المصنع، وهو ما تم.

تحسين المنتج، الحالي والجديد

كانت الخطة هي العمل على تحسين آلية عمل البندقية ستيرلنغ، ثم تغيير اسمها لأنها لم تبلي البلاء الحسن وكانت سمعتها غير طيبة، لكن ذلك تطلب الحصول على أموال إضافية ودخول مساهمين جدد في مجلس الإدارة. هذا التوجه نتج عنه نمو مبيعات البنادق السنوية في 1915 لتحقق 62 ألف دولار، في حين حققت الغسالات الكهربية 18 ألف دولار فقط. لقد أنقذت البنادق الشركة من الإفلاس. استمر التحسين والتطوير، واتسع ليشمل شراء حقوق استخدام اختراعات جديدة، في صورة بنادق أرخص وألعاب أطفال وسخانات كهربية وقطع سيارات وغيرها.

عودة الغسالات

في 1916، بدأت سلسلة محلات سيرز Sears تطلب شراء غسالة ابتون الكهربية، واستمر الحال كذلك حتى جاء عام 1920 حين طلبت سيرز شراء ما قيمته 15 ألف دولار من الغسالات، وكان الشرط الملزم هو تسليم هذه الغسالات بأسرع وقت ممكن، مع بيعها تحت اسم Allen وفي صورة طرازين، أول رخيص نسبيا بسعر 54 دولار والثاني بسعر 95 دولار. المشكلة الجميلة والمتكررة هو أن المصنع الحالي لم يكن يتحمل تصنيع هذا الكم من الغسالات، الأمر الذي تطلب الحصول على استثمار مالي جديد للحصول على مصنع أكبر وأوسع. هذه المرة جاء المال في صورة قرض قيمته 87.500 دولار من محلات سيرز ذاتها، وذهب لضم مبنى مجاور للمصنع الحالي.

ضارة نافعة

تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن، إذ أنه فور ضم المبنى الجديد للمصنع، وقبل الشروع في تصنيع أول غسالة، وبسبب نهاية الحرب العالمية الأولى، تباطئ الاقتصاد الأمريكي وساءت الأحوال التجارية بدرجة اضطرت معها محلات سيرز لإلغاء طلبيتها الكبيرة لتراجع الطلب بأكثر من 65% على الغسالات، لتجد شركة ابتون نفسها في موقف لا تحسد عليه، أنفقت القرض ولا تملك أن ترده. هذا الموقف الصعب جعل محلات سيرز توافق على استبدال القرض المالي بأسهم في رأس مال الشركة. تقول الأمثال رب ضارة نافعة، وهو ما تحقق هنا، إذ أن شراء الأسهم جعل العلاقة التجارية تقوى ما بين مصانع ابتون ومحلات سيرز.
شيئا فشيئا بدأ الاقتصاد يتحسن، خاصة وأن شركة ابتون تعلمت الدرس، وبدلا من أن تعتمد على طلبيات محلات سيرز، كانت تصنع غسالات كهربية تحمل علامتها التجارية، وكانت هذه تحقق نجاحات متواضعة في الأسواق. في عام 1925 كان صافي الربح السنوي 43 ألف دولار، وفي العام التالي بلغ 86 ألف دولار، بينما في عام 1927 قررت الشركة بيع شق تصنيع البنادق مقابل 25 الف دولار، لغرض التركيز الشامل على تطوير وتصنيع وبيع الغسالات الكهربية. في عام 1930 توفى العم ايموري وبقي الأخوان معا ليكملا مسيرة الشركة.

اندماج جديد وميلاد الاسم: ويرلبول Whirlpool

استمرت الزيادة متسارعة في المبيعات، الأمر الذي اضطر الشركة من جديد للتوسع في عام 1929، وهذه المرة جاء التوسع عن طريق شراء شركة لتصنيع الغسالات، وبعد الاندماج تحول اسم الشركة ليكون اسم الشركة المشتراة، وحين جاءت الحرب العالمية الثانية واضطرت الولايات المتحدة لدخولها، تحولت مصانع الشركة لتصنيع لوازم الحرب. بعد انتهاء الحرب، عادت الشركة لتصنيع منتجات المستهلكين، وقدمت طرازها الأول الأوتوماتيكي من الغسالات والذي حمل اسم ويرلبول Whirlpool (أو الدوامة) كما وطرحت أول فرن مايكرويف بسعر يتراوح ما ألفين إلى 3 آلاف دولار في 1947.
بعدها اتسع نطاق هذه العلامة التجارية لتشمل المجفف والمكواة وأجهزة الشطف والعصر والثلاجات المنزلية. في عام 1949 تقاعد لويس من منصب الرئيس. لشدة نجاح طراز ويرلبول تقرر في عام 1950 تحويل اسم الشركة ليكون ويرلبول. بعدها استمرت عمليات الاستحواذ والشراء، حتى اليوم! وقت كتابة هذه السطور في 2015، تبلغ عوائد الشركة السنوية 20 مليار دولار، بأرباح صافية سنوية قدرها 650 مليون دولار. في عام 1954 افتتح فريدريك مؤسسة خيرية باسمه وزعت الملايين في صورة مساعدات خيرية للمجتمع الأمريكي. في عام 1986 مات فريدريك عن عمر 95 عاما، بعدما سبقه أخوه للرحيل عن الدنيا في 1952، عن عمر 65 سنة.

الشاهد من قصة ويرلبول

يكاد محدثكم يجزم، بناء على ما قرأ وكتب من قصص النجاح، أنه ما من مصيبة أو حادثة تقع لأي ناجح في حياته، إلا ويكون لها الأثر الإيجابي الكبير فيما بعد. في قصتنا هذه اضطر الأخوان للعمل في تنظيف الحظائر طلبا للمال، وعن طريق هذه الوظيفة تعرفا على مستثمر أنقذهما في مرحلة تالية. لم يتعلم الأخوان في الجامعة، لكن مدرسة الحياة أصقلتهما وضربت بيد وساعدت بالأخرى. فشل الشركة الأولى نتج عنه التعرف على إمكانية صنع غسالة كهربية، ونتج كذلك عنه شراء حق الاختراع لها. تراجع سيرز عن الطلبية الكبرى نتج عنه تحولها لشريك استراتيجي يشتري منهم لفترة طويلة، شريك يرى البعض ممن سرد قصة ويرلبول أنه لولا الشراكة مع سيرز لربما فشلت شركة ابتون وأفلست ولم نسمع لها ذكرا في عالمنا اليوم!

( صيد الفوائد 34 ) .. من شب على شيء شاب عليه ...

ما معنى :-
[ من شبَّ على شيء شاب عليه ] !

ما أجمل دقة العبارة و ما أجمل تمثيل ابن أبي يزيد البسطامي لها :

• قامَ أبا زيد البسطامي يتهجد الليل ، فرأى ابنه الصغير إلى جواره ، فأشفق عليه لصغره و شدة البرد و مشقة السهر ..

فقال له : ارقد يا بُنيّ فأمامك ليلٌ طويل !
فقال له الولد : فما بالك أنت قمت ؟!
قال : يا بني إنه قد طَلَب مني أن أقوم له ..
قال الغلام الفطِن : إني قد حفظت في ما أنزله تعالى في كتابه : { إنَّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي الليل و نصفه و ثلثه و طائفة من الذين معك } .
فمن هؤلاء الذين مع النبي صلى الله عليه و سلم ؟!
قال الأب : إنهم أصحابه .
فقال الغلام : فلا تحرمني من شرف صحبتك في طاعة الله !

فبلغت الدهشة أباه فقال : يا بني أنت لازلت طفل لم تبلغ الحلم بعد !
فقال الغلام : يا أبتي إني أرى أمي تبدأ بصغار قطع الحطب لتشعل كبارها ، فأخشى أن يبدأ الله بنا يوم القيامة قبل الكبار إن نحن أهملنا في طاعته !

فانتفض أبوه و قال : قم يا بني فأنت أولى بالله من أبيك .

 وينشأُ ناشئ الفتيانِ فينا
على ما كانَ عوّدهُ أبوهُ !
 فلا تهملوا البذر لتجنوا أطيب الثمر ".

الخميس، 8 أكتوبر 2015

فوائد ملخصة من كتاب ( فصول في الدعوة والإصلاح )



(( الدين ثقيل والجزاء عظيم )) ( ١ )

إن الدين َ قيد، وكل قيد ثقيل على النفس.


إنالدينَ قيد،والعقل قيد،والقانون قيد،والخلق قيد... وكلما تقدم الإنسان في طريق الحضارة كثرت قيوده


نعم،إنالدين ثقيل، ولكن ليس كل ثقيل ُيترك.

والعاقلَ من إذا عرض له ألم مؤقت يجر وراءه لذة دائمة احتمله راضياً، كما يتحمل ألم قلع الضرس ليجد اللذة بالراحة من وجعه، وكمايتحمل العملية الجراحية للصحة المرجوة بعدها.
ومن إذا عرضت له لذة مؤقتة تجر وراءها ألما طويلا أعرض عنهاراضيا وانصرف عنها مطمئنا، مهما اشتد ميله إليها وكثرت المغريات بها. ولو قيل لك: تعال نعطك كل ما تريد من أموال ولذائذ ونساء ونمتعك بكل متعة تخطرعلى بالك، ولكن لمدة شهر واحد، ثم نقتلك بعدها شر قتلة ونحرقك بالنار، هل تقبل بهذا النعيم أم تقول: لا، لا أريده، وما فائدة متعة شهر إن كان بعدها الموت؟
هذا مثال لذائذ الدنيا المحرمة، بل إن المثال أقل من الحقيقة، فإنك تستمتع في المثال شهراً تموت بعده فتستريح، وتستمتع بالحرام ثم تموت فلا تستريح، بل ُتحاسب أشد الحساب ثم ُيصار بك إلى جهنم!

فاحتمل ثَِقل الّدين، فإنه أهون من احتمال ثقل العذاب يوم القيامة.

***************

( ٢ )

يقول الشيخ علي الطنطاوي في رسالته المعنونة بــ   عرفوهم بالإسلام يصيروا مسلمين - ١٩٨٨م. حينما جاءه شباب بشاب ألماني اسلم ويريد العدول عن الاسلام والرجوع عنه!

 يجب على كل من عرف الإسلام الأصلي و رأى المجتمعات اليوم تنحرف عنه أن يحذرها من الانحراف، وأن يعيدها إلى الصراط السوي، وأن يصرف الناس عن ماء الساقية الملوث العكر ليرجعوا إلى رأس النبع الصافي.

وأنت اليوم مسلم مثقف، عرفت الإسلام وأنكرت ما أنكرت من حال المسلمين، فيجب عليك ما يجب على هؤلاء العلماء لأنك صرت منهم، ومن علم مسألة واحدة صار عالماً بها.
 فبدًلا من أن تفر من المعرك ةوأن تنسحب منها، وأن تدع الإسلام بعدما عرفت أنه دين الحق، بدلا من ذلك هلم فضع يدك في يدي، وهلم نضع أنا وأنت أيدينا في أيدي العاملين المصلحين، ونعمل على إحياء أصل من أصول هذا الإسلام هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. إن <الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر> طريق خطير، لأن الشرط فيه أن لا تسكت عن ضياع حق من حقوق االله تقدر على رده، وأن لا تعتدي على حرية مسلم في حياته.

يا أيها القراء، ثقوا أنه ليس بين المثقفين من أهل أوربا وبين دخولهم في الإسلام إلا أن يجدوا من يعرفهم به بالأسلوب الذي يفهمونه.


ملاحظة:
سيتم تحديث الصفحة بين الفينة والأخرى..

الأحد، 4 أكتوبر 2015

( صيد الفوائد 33 ) .. قصة لا مثيل لها في التاريخ , نموذج فذ من التسامح مع غير المسلمين ..

 مختصر قصة فتح سمرقند

في خلافة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز  , رحمه الله , كان قتيبة بن مسلم الباهلي  - رحمه الله - يفتح المدن والقرى ينشر دين الله في الأرض , وفتح الله على يديه مدينة سمرقند .
افتتحها بدون أن يدعوَ أهلها للإسلام أو الجزية , ثم يمهلهم ثلاثاً كعادة المسلمين , ثم يبدأ القتال .
 فلما علم أهل سمرقند بأن هذا الأمر مخالف للإسلام كتب كهنتها رسالة إلى سلطان المسلمين في ذلك الوقت وهو عمر بن عبد العزيز عليه رحمة الله , أرسلوا بهذه الرسالة أحد أهل سمرقند يقول هذا الرسول:-
( أخذت أتنقّل من بلد إلى بلد أشهراً حتى وصلت إلى دمشق دار الخلافة فلما وصلت أخذت أتنقل في أحيائها وأُحدِّث نفسي بأن أسأل عن دار السلطان , فأخذت على نفسي إن نطقت باسم السلطان أن أؤخذ أخذاً فلما رأيت أعظم بناءٍ في المدينة ,  دخلت إليه وإذا أناس يدخلون ويخرجون ويركعون ويسجدون , وإذا بحلقات هذا البناء , فقلت لأحدهم أهذه دار الوالي؟
 قال: لا , بل هذا هو المسجد.
 قال: صليت؟ قال: قلت: وما صليت؟ , قال: وما دينك؟
 قال: على دين أهل سمرقند , فجعل يحدثني عن الإسلام حتى اعتنقته وشهدت بالشهادتين ,ثم قلت له: أنا رجل غريب أريد السلطان دلّني عليه يرحمك الله؟
 قال أتعني أمير المؤمنين؟ قلت: نعم .
 قال: اسلك ذلك الطريق حتى تصل إلى تلك الدار وأشار إلى دار من طين .
 فقلت: أتهزأ بي؟
قال: لا ولكن اسلك هذا الطريق فتلك دار أمير المؤمنين إن كنت تريده , قال: فذهبت واقتربت وإذا برجل يأخذ طيناً ويسدّ به ثُلمة في الدار وامرأة تناوله الطين , قال: فرجعت إلى الذي دلّني وقلت: أسألك عن دار أمير المؤمنين وتدلّني على طيّان! فقال: هو ذاك أمير المؤمنين .
 قال: فطرقت الباب وذهبت المرأة وخرج الرجل فسلّم علي ورحّب بي وغسّل يديه, وقال: ما تريد؟ قلت: هذه رسالة من كهنة سمرقند فقرأها ثم قلبها فكتب على ظهرها, ( من عبد الله عمر بن عبد العزيز إلى عامله في سمرقند أن انصب قاضياً ينظر فيما ذكروا ) , ثم ختمها وناولنيها.
 فانطلقت أقول: فلولا أني خشيت أن يكذبني أهل سمرقند لألقيتها في الطريق ماذا تفعل هذه الورقة وهذه الكلمات في إخراج هذه الجيوش العرمرم وذلك القائد الذي دوّخ شرق الأرض برمتها .
 قال: وعدت بفضل الله مسلماً كلما دخلت بلداً صليت بمسجده وأكرمني أهله , فلما وصلت إلى سمرقند وقرأ الكهنة الرسالة أظلمت عليهم الأرض وضاقت عليهم بما رحبت ، ذهبوا بها إلى عامل عمر على سمرقند فنصّب لهم القاضي جُمَيْع بن حاضر الباجي لينظر في شكواهم ,ثم اجتمعوا في يوم وسألناه دعوانا فقلنا اجتاحنا قتيبة, ولم يدعنا إلى الإسلام ويمهلنا لننظر في أمرنا فقال القاضي: لخليفة قتيبة وقد مات قتيبة – رحمه الله – :أنت ما تقول؟
 قال: لقد كانت أرضهم خصبة وواسعة فخشي قتيبة إن أذنهم وأمهلهم أن يتحصنوا عليه .
 قال القاضي: لقد خرجنا مجاهدين في سبيل الله وما خرجنا فاتحين للأرض أشراً وبطراً , ثم قضى القاضي بإخراج المسلمين على أن يؤذنهم القائد بعد ذلك وفقاً للمبادئ الإسلامية .
ما ظنّّ أهل سمرقند أنّ تلك الكلمات ستفعل فعلها ما غربت شمس ذلك اليوم ورجل من الجيش الإسلامي في أرض سمرقند , خرج الجيش كله ودعوهم إلى الإسلام أو الجزية أو القتال .
 فلما رأى أهل سمرقند ما لا مثيل له في تاريخ البشرية من عدالة تنفذها الدولة على جيشها وقائدها , قالوا: هذه أمة حُكمُها رحمة ونعمة , فدخل أغلبهم في دين الله وفُرضت الجزية على الباقين.